كارثة في اللاذقية.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار مبنى إلى 16 قتيلًا

كارثة في اللاذقية.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار مبنى إلى 16 قتيلًا

كارثة في اللاذقية.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار مبنى إلى 16 قتيلًا
انفجار اللاذقية

شهدت مدينة اللاذقية السورية كارثة مأساوية بعد انفجار مدوي وقع داخل مبنى سكني في حي الرمل الجنوبي، ليرتفع عدد الضحايا إلى 16 قتيلًا على الأقل، وفق حصيلة جديدة أعلنها الدفاع المدني السوري يوم الأحد. 


ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، وسط حالة من الذعر والقلق بين السكان.

تفاصيل الحادثة


وقع الانفجار عصر السبت، داخل محل للخردوات يقع في الطابق الأرضي من مبنى سكني، حيث كان أحد الأشخاص يحاول تفكيك مخلفات حرب قديمة، ما أدى إلى وقوع الانفجار العنيف الذي دمر المبنى بالكامل.


أعلن الدفاع المدني السوري عبر منصة "إكس" أن "حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 16 شخصًا بينهم 5 نساء و5 أطفال، إضافة إلى 18 مصابًا بينهم 6 أطفال". 

وأكدت السلطات أن الحصيلة غير نهائية، حيث لا تزال عمليات البحث مستمرة مع وجود أشخاص يعتقد أنهم عالقون تحت الأنقاض.

شهادات من موقع الحادث

وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام المحلية تصاعد سحابة ضخمة من الدخان الأبيض في موقع الحادث، فيما كانت فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض وسط ظروف صعبة، محاولين الوصول إلى العالقين.


لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، حيث تُعاني سوريا من مشكلة خطيرة تتمثل في مخلفات الحرب غير المنفجرة، التي تشكل خطرًا دائمًا على المدنيين، خصوصًا في المناطق التي شهدت معارك عنيفة.


ووفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فإن سبب الانفجار يعود إلى "محاولة أحد الأشخاص تفكيك مخلفات حرب داخل محل الخردة في المبنى"، ما أدى إلى وقوع الانفجار القاتل.


وتعتبر الذخائر غير المنفجرة والألغام من أخطر التحديات التي تواجه السكان في سوريا بعد 13 عامًا من النزاع، حيث تم زرع ملايين الألغام والقنابل غير المنفجرة خلال سنوات الحرب، مما يجعل التصدي لها أمرًا بالغ التعقيد.

حصيلة مروعة للأطفال

وفقًا لمنظمة "سايف ذي تشيلدرن" أنقذوا الأطفال، فإن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت مقتل وإصابة أكثر من 188 طفلًا في سوريا جراء انفجار ألغام ومخلفات حرب، وسط تحذيرات من استمرار الخطر مع عودة أكثر من مليون نازح إلى مناطقهم.

وقال مدير المنظمة في سوريا، بويار هوخا، إن "أجزاء كبيرة من سوريا مليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، ما يجعل حياة الأطفال والعائلات في خطر دائم"، ودعا المجتمع الدولي والحكومة السورية إلى تسريع عمليات إزالة الألغام وتوعية السكان بمخاطرها.

مخاطر مستمرة وتحذيرات دولية


حذرت منظمة "الإنسانية والإدماج" غير الحكومية الشهر الماضي من المخاطر المتزايدة التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة المتبقية في سوريا، مشيرة إلى أن المناطق المتضررة من الحرب تحولت إلى "حقول موت" تُهدد حياة المدنيين العائدين إلى ديارهم.


وخلال الشهر الماضي فقط، لقي أكثر من 8 مدنيين حتفهم، بينهم 3 أطفال، عندما اشتعلت ذخائر غير منفجرة في منزل بشمال غرب سوريا، وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان والدفاع المدني.

جهود إنقاذ وإعادة الإعمار

تواجه فرق الإنقاذ في سوريا تحديات كبيرة في عمليات البحث والإنقاذ، نظرًا لضعف الإمكانيات والتجهيزات المتاحة، ومع استمرار الحوادث الناجمة عن مخلفات الحرب، باتت الحاجة ملحة لتسريع عمليات إزالة الألغام وتأمين المناطق السكنية، لمنع تكرار كوارث مشابهة.

ويأمل الأهالي في اللاذقية أن يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع المزيد من الحوادث القاتلة، وسط مطالبات بتكثيف جهود التوعية حول مخاطر العبث بمخلفات الحرب، وتوفير وسائل حماية للمناطق الأكثر تضررًا.


ويقول المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، إن الانفجار الذي وقع في مدينة اللاذقية يشير إلى مشكلة أعمق تتعلق بانتشار مخلفات الحرب في سوريا، وهو تحدي لم تتم معالجته بشكل كافٍ حتى الآن، وهذا الحادث يسلط الضوء على الإهمال في التعامل مع الذخائر غير المنفجرة، والتي لا تزال تشكل تهديدًا يوميًا لحياة المدنيين.


وأضاف يوسف - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - من الناحية السياسية، فإن وقوع حادث بهذا الحجم في مدينة اللاذقية، التي تعد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، قد يدفع السلطات إلى إعادة النظر في سياسات التعامل مع مخلفات الحرب، خاصة مع ازدياد الحوادث المشابهة في مناطق عدة.