محللون فلسطينيون يكشفون السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة بهدنة غزة

محللون فلسطينيون يكشفون السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة بهدنة غزة

محللون فلسطينيون يكشفون السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة بهدنة غزة
حرب غزة

كثف الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة جهودهم خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي عقدت في مصر أمس الأحد، من أجل القضاء على النقاط الخلافية بين حركة حماس وإسرائيل، وبالرغم من عدم التوصل لنتائج حاسمة خلال الاجتماع بشأن العديد من التسويات التي قدمها الوسطاء، إلا أن المباحثات سوف تستمر لعدة أيام أخرى

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي عقده في هاليفاكس بكندا: إن واشنطن ما تزال تعمل "بشكل مكثف" في مصر مع وسطاء مصريين وقطريين، وكذلك إسرائيليون، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن.

نقاط الخلاف


وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في ما يسمى بممر فيلادلفيا، وهو امتداد ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومترًا (9 أميال) على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقال مصدر مطلع: إن الوسطاء طرحوا عددًا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية في الممرات الاستراتيجية في القطاع، وهى محور فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر منتصف قطاع غزة، لكن لم يقبل الطرفان أيًا منها.

وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني: إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير جاد في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ويضع العراقيل من أجل إجهاض أي جهود يقوم بها الوسطاء، وكل مرة يختلق سببًا أو مشكلة لعرقلة عملية التفاوض ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

محور فيلادلفيا


وأضاف: أن محور فيلادلفيا لا يمكن أن يشكل عقبة في اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك لأن هذا المحور يخضع لاتفاقية بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي يوجب عدم وجود أي فرد عسكري إسرائيلي في هذه المنطقة الحدودية، وبالتالي فالأمر مقضي قانونيًا ولكن نتنياهو المجرم الذي لا يعمل شيئًا إلا اختراق القوانين والاتفاقيات يجد ضالته هذه المرة من خلال اشتراطه المتصلب على ضرورة سيطرة جيشه المجرم على هذا المحور. 

وأوضح، إضافة إلى أن هناك كثيرًا من العقبات الأخرى التي أيضًا بحاجة إلى تفكيكها والتي اختلقها نتنياهو منها عدم نيته الانسحاب من محور نتساريم والتحكم في آلية عودة النازحين إلى شمال غزة، وإخلاء كل القطاع من الوجود العسكري الإسرائيلي إلى نقاط الحدود، وعدد الأسرى المقرر الإفراج عنهم وأسماؤهم وكثير من العقبات الأخرى التي يتم افتعالها لتأزيم الموقف".

السيناريوهات المقبلة


وحول أبرز السيناريوهات المطروحة لما هو قادم، قال الدكتور أيمن الرقب المحلل السياسي الفلسطيني: إن تلك السيناريوهات تتلخص في اثنين لا ثالث لهما، الأول هو ممارسة الإدارة الأمريكية الحالية ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو وإجباره للمضي قدمًا نحو التوصل إلى اتفاق وعدم وضع العراقيل التي قد تعيق التوصل إلى اتفاق، وهي الوحيدة التي يمكنها أن تفعل ذلك، لأنها شريكة نتنياهو في هذه الحرب الضارية على شعبنا الفلسطيني.


وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني لـ"العرب مباشر"، أن السيناريو الثاني هو عدم استخدام الإدارة الأمريكية ضغطًا على نتنياهو، وبالتالي إحباط الجهود المصرية القطرية المضنية وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر أو حتى إلى وضع أكثر كارثية من الوضع الحالي، ما قد يتسبب في تمدد الحرب خارج القطاع لتصل إلى حرب إقليمية، حيث يرغب بها نتنياهو بشكل كبير.

وأوضح، أن الجهود التي تبذلها مصر وقطر من أجل تذليل كل العقبات، وتحمل ما لا يمكن تحمله من أجل إنجاح الجهود التي توقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني يتوجب أن تكون معها دفعة دولية مساندة لهذا الدور من خلال مجلس الأمن والمؤسسات الدولية والدول، وذلك لإجبار إسرائيل عامة ونتنياهو  بشكل خاص لعدم عرقلة هذه الجهود وإجهاضها.