الحوثيون على خط النار.. محور إيران يتمدد في المعركة مع إسرائيل.. ما التداعيات؟

الحوثيون على خط النار.. محور إيران يتمدد في المعركة مع إسرائيل.. ما التداعيات؟

الحوثيون على خط النار.. محور إيران يتمدد في المعركة مع إسرائيل.. ما التداعيات؟
ميليشيا الحوثي

مع استمرار التوتّر في منطقة الشرق الأوسط واتساع رقعة المواجهات على أكثر من محور، دخلت جماعة الحوثِيّين في اليمن على خطّ الأزمة التي تشهدها المنطقة بسبب المواجهات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، هذه الخطوة تنذر بانتقال الصراع إلى مرحلة أكثر خطورة وتعقيدًا نظرًا للتنسيق التكاملي في الأداء العسكري بين الجماعة الموالية لطهران والحرس الثوري الإيراني.

وفي هذا السياق، تتعاظم المخاوف إزاء احتمال انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية شاملة بسبب التداخل في الأدوار والنفوذ.

 ويثير التورط الحوثِي تساؤلات حول الأهداف التي تسعى الجماعة الي تحقيقها ضمن سياق المعركة الأوسع، بالإضافة إلى تأثير هذه التحركات على التوازنات الحسّاسة في المنطقة.

 ويؤجج هذا التغير التكتيكي التوتّر في فلسطين ويعمق الخريف الدموي في غزة والضفة الغربية ويضع المنطقة بأكملها على شفا حفرة عميقة قد تستعصي على محاولات التهدئة في الأمد القريب.

التقاء الأذرع


في تطور نوعِي على ساحة المواجهات في منطقة الشرق الأوسط، دخل الحوثيون في اليمن على خطّ التوتّر القائم بين إيران وإسرائيل ضمن سياق المواجهات المتصاعدة التي كان محورها غزة في البداية.

وفي خطوة غير مسبوقة تؤكد التقاء الأذرع المسلحة ضمن محور إقليمي واحد مدعوم إيرانيًا، أعلنت جماعة الحوثِيّين إطلاق هجمات بالصواريخ الباليستية على منطقة يافا في وسط إسرائيل.

المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، كشف في تصريح متلفز أن القوة الصاروخية اليمنية استهدفت "أهدافًا حسّاسة في يافا"، ضمن سياق دعم الشعب الفلسطيني في غزة والرد على ما وصفه بـ«جرائم الاحتلال الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ومحاصرته بالموت والنار». 

وأضاف: أن هذه العمليات تتناغم مع تلك التي تنفّذها القوات الإيرانية والحرس الثوری ضمن سياق المعركة الأوسع التي تخوضها هذه الأطراف في مواجهة تل أبيب.

تكامل الأدوار


هذه التطورات تتزامن مع استمرار تبادل الهجمات بالصواريخ والطائرات دون طيار بين إيران وإسرائيل، في سلسلة هجمات غير متوقفة كان آخر محطاتها تلك التي شنّتها تل أبيب على إيران يوم الجمعة الماضي، في إظهار للتحدِّي والردع في آن واحد.

وتثير هذه التحركات تساؤلاً حول حدود التورط الحوثِي في النزاع الجاري، مراقبون يرون أن انخراط الجماعة اليمنية في هذا المواجهة يعبر بوضوح على تكامل الأدوار ضمن محور تقوده إيران في المنطقة، حيث تسعى طهران إلى تخفيف ضغط المواجهات على أحد أطراف محورها (مثل حزب الله في لبنان) عبر توزيع تلك المواجهات على أكثر من جبهة.

محاولات لاغتيال قيادات حوثية


وفق تقارير إعلامية عبرية، فقد كان هناك محاولة إسرائيلية لتصفية شخصية قيادية في جماعة الحوثِيّين في صنعاء بسبب دورها في إطلاق هذه الهجمات على إسرائيل. 

وكشف موقع "واى نت"، أن الغماري  وهو رئيس أركان الجماعة، كان ضمن الأهداف التي تمّ استهدافها في غارات جوية على صنعاء، دون أن يتمّ التأكد الكامل ما إذا كان قد تمّ تحييده فعليًا. 

وفي مقابل تلك المعلومات، ادّعى مسؤول في التوجيه المعنوي التابع للجماعة أن الغماري لم يتضرر إطلاقًا، واتّهم تل أبيب بـ«محاولة التعتيم على الخسائر التي تكبدتها بسبب الهجمات الإيرانية».

وتثير هذه التحولات تساؤلاً حول التوازنات في المنطقة في حال استمرار هذا التصعيد. هل تسعى إيران إلى خلق ضغط على أكثر من محور للتخفيف على قدراتها في المواجهات الحالية؟ 

ويؤكد مراقبون، أن التهديد الحقيقي يتمثل في احتمال انخراط مجموعات أخرى ضمن محور المقاومة في المعركة، بما يزيد الخسائر ويعمق الفوضى في منطقة غير مستقرة بالأساس.

منعطف خطير


من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية: إن انخراط جماعة الحوثِيّين في المواجهات الدائرة يشكّل تطورًا نوعِيًا له تداعيات عميقة على التوازنات في المنطقة. 

وأضاف فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر": أن هذا التحوّل يعبر بوضوح عما تسعى إليه إيران عبر محور المقاومة التابع لها، وهو تخفيف ضغط المواجهات على إيران ضمن سياق المواجهة غير المتكافئة مع إسرائيل، بالإضافة إلى محاولة خلق ضغط إقليمي على تل أبيب.

وتابع فهمي، أن هذه الخطوة قد تؤثر على أمن الملاحة في البحر الأحمر نظرًا لموقع اليمن على مضيق باب المندب، وهو أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم للتجارة والنفط.

 بالإضافة إلى ذلك، يشير فهمي إلى أن التورط الحوثِي يزيد المخاطر على دول المنطقة بسبب احتمال وصول المواجهات إلى ساحات مختلفة مثل: العراق، سوريا، ولبنان، وهو ما يهدد بأزمة إقليمية شاملة قد تستعصي على احتوائها لاحقًا.

ويرى فهمي، أن هذه التطورات تستدعي تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا على أعلى المستويات، حيث لم تعد المواجهات محصورة ضمن سياق محلي أبداً.


 ويختم فهمي بالقول: نحن أمام منعطف خطير يتطلب معالجة جماعية ضمن سياق إقليمي، بما يضمن تجنيب شعوب المنطقة
تبعات كارثية على أمنها واستقرارها في السنوات المقبلَة.

قلق دولي


وتخشى عواصم إقليمية ودولية أن تتسع رقعة المواجهات لتشمل العراق، سوريا، لبنان، بالإضافة إلى اليمن، بما يزيد التحدّيات الإنسانية ويضع شعوب المنطقة في مرمى الخطر الكامل. 

في هذا السياق، تتعالى الدعوات للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة وتفعيل الدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات ضمن الأطر التفاوضية بدلاً من مواصلة المواجهات المسلحة التي تنذر بأضرار جسيمة على شعوب المنطقة بأكملها.