تفاقم المعاناة.. كيف يواجه النازحون معاناة الشتاء الإضافية في غزة؟
يواجه النازحون معاناة الشتاء الإضافية في غزة
معاناة كبرى يعيشها مواطنو قطاع غزة وفلسطين بشكل عام إثر حرب مدمرة بدأت في السابع من أكتوبر أدت إلى نزوح ملايين من بيوتهم نحو الجنوب من قطاع غزة مع قصف إسرائيلي عنيف وتلاه اجتياح بري واقتحام للمستشفيات.
ومع بدء العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على القطاع المحاصر فإن الأوضاع في القطاع شهدت كوارث إنسانية متتالية أبرزها عدم وجود غذاء للأطفال وكبار السن؛ ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بالرغم من إعلان هدنة إنسانية لمدة 4 أيام بين الجانبين.
الشتاء قادم
وداخل قطاع غزة بات الحديث عن فصل الشتاء يحمل المزيد من المخاوف والمعاناة للسكان، في ظل أن أغلب السكان بلا منازل تؤويهم من برد الشتاء والأمطار، مع وجود تغير مناخي عاصف يزيد من برودة الشتاء.
الحرب المستمرة منذ 47 يوما كانت أزمة كبرى للمواطنين النازحين في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وخلال الأيام الماضية، أصبح هطول الأمطار على الأماكن المخصصة لإيواء النازحين بمثابة مأساة جديدة.
والصحة العامة لسكان الخيام ستزداد حدتها مع دخول فصل الشتاء، في ظل أن الوضع صعب للغاية، وأغلب الناس بعد دمار المنازل يعيشون في خيام خلال القصف الإسرائيلي على غزة.
مبادرات أممية تسعى لحماية المدنيين
مبادرات عديدة وجهود من المنظمات الدولية من أجل توفير الملابس والاحتياجات اللازمة للشتاء، لكنها لا تفي بالغرض، خاصة أن الإمدادات قليلة ولا يمكنها تغطية متطلبات العدد الكبير من السكان جنوبي قطاع غزة.
وقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الملاجئ لا يمكن العيش فيها، لكن ليست هناك خيارات كافية، منوهة إلى توزيعها أغطية النايلون والحصائر ضمن عملياتها الإنسانية.
المخاطر الصحية مع الطقس البارد الوشيك، خاصة في ظل النقص الحاد للغذاء والوقود، يؤدي إلى أن النازحين إلى الملاجئ داخل غزة سيصبحون أكثر عرضة من أي وقت سابق للإصابة بالأمراض، خاصة مع تعطل أنشطة التطعيم الروتينية".
واقتراب الشتاء مع نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية سيؤدي إلى زيادة خطر تسارع انتشار الأمراض، ويتفاقم الأمر بسبب التغطية غير الكاملة لنظام مراقبة الأمراض وترصدها، بما في ذلك الكشف المبكر عنها وقدرات الاستجابة لها.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن قطاع غزة بات عبارة عن وباء قاتل لسكانه خاصة أن هناك الكثير من الجثث تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف، كذلك نزوح 1.6 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من الأطفال، ويعيش أكثر من 740 ألفا منهم في ملاجئ مكتظة، معرضون لمخاطر صحية وشيكة في ظل عدم وجود مياه للشرب أو صرف صحي.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن في خان يونس مركز التدريب التابع للأونروا يستضيف حاليا أكثر من 22 ألف نازح في مساحة غير إنسانية ويتشارك ما لا يقل عن 600 شخص في مرحاض واحد؛ ما يؤدي في النهاية إلى انتشار الأمراض، مع زيادتها في فصل الشتاء.