ما أبرز السيناريوهات المتوقعة بعد هدنة إطلاق سراح الأسرى؟
هناك سيناريوهات متوقعة بعد هدنة إطلاق سراح الأسرى
هدنة معلنة ما بين حركة حماس وإسرائيل لـ 4 أيام تتوقف خلالها الحرب بعد ما يقرب من 47 يوماً، الهدنة الإنسانية جاءت عقب موافقة إسرائيلية مع حماس على صفقة تبادل أسرى على مدار 4 أيام يكون يومياً بـ10 أشخاص يومياً.
وقالت حماس: إنه بعد مفاوضات صعبة ومعقدة لأيام طويلة، تم التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدرة، السؤال الأبرز حاليًا هو ماذا بعد الهدنة هل تعود الحرب من جديد لقطاع غزة أم سيعم الهدوء وبناء القطاع من جديد؟
تفاصيل الهدنة
وقد رحب العالم بالهدنة، التي وصل صداها بشكل كبير في ظل تساؤلات وتوقعات صاحبت نجاح جهود الوساطة المصرية القطرية في التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة من خلال اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 4 أيام "قابلة للتمديد" بين إسرائيل وحماس، ويتضمن الاتفاق وقف الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع وإطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال دون سن 19 عاما مقابل الإفراج عن 150 من نساء وأطفال فلسطين بسجون الاحتلال دون سن 19 عاماً.
كذلك سيتم إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوبا وضمان حرية حركة سكان غزة من الشمال إلى الجنوب بشارع صلاح الدين ووقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار 4 أيام ووقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحا حتى 4:00 مساء.
سيناريوهات ما بعد "الهدنة"
ويرى الخبراء أن الهدنة خطوة كبيرة وثمرة للجهود المصرية الحثيثة من أجل التوصل إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وأن مصر قامت بممارسة ضغوطات كبيرة لتحقيق تلك الهدنة الإنسانية لحقن نزيف الدم الفلسطيني وضمان نفاذ المساعدات الإغاثية من غذاء وعلاج ووقود وغيرها إلى الفلسطينيين الذين يعانون داخل القطاع والإفراج عن الأسرى مع إمكانية مد الهدنة كلما زاد عدد الأسرى المفرج عنهم.
الهدنة هي مهلة لإعادة ترتيب الأوراق بفلسطين وفرصة لتدخل مصر ودول عربية وغربية للوصول لوقف إطلاق نار كامل، وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية خاصة أن هناك ضغوطا دولية وانتقادات لجرائم الحرب الإسرائيلية.
ويرى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه بعد وقفة العالم وإحساسهم لأول مرة بالقضية الفلسطينية فإن الأمر سينتهي قريبا لأن هذا يعكس تراجعا من إسرائيل وكارثة داخل الحكومة الإسرائيلية التي تعاني في الأساس من قبل الحرب في قطاع غزة باعتراضات داخلية، كما أن الهدنة بين إسرائيل وحماس هي خطوة تعزز المساعي الرافضة للتهجير.
وأشار غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" إلى أن التهدئة سوف توقف النزوح سواء داخل أو خارج القطاع، وتمثل إحدى الخطوات الناجحة التي تؤدي إلى تنفيذ سياسات حل الصراع وخفض التصعيد العسكري بالقطاع، وإن الهدف حالياً هو حماية المدنيين وإدخال المساعدات للقطاع الذي يعاني بشدة.
بينما يرى المحلل السياسي، سلمان شيب، أن في حالة عادت الحرب من جديد ستكون أعنف خاصة أن إسرائيل حتى الآن لم تحقق أي انتصار أو أي أهداف معلنة رغم تدمير قطاع غزة وقتل الآلاف من الفلسطينيين إلا أنها لم تنتصر على حركة حماس.
وقال شيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": إن أهالي غزة يريدون انتهاء الحرب وسفك الدماء، خاصة أن الحرب كانت أزمة كبرى على النساء والأطفال، فكل ضحايا الحرب تقريبا 75% من الشهداء أطفال ونساء.