فصل جديد من الحرب الاقتصادية.. لماذا اختطفت ميليشيا الحوثي 4 طائرات يمنية أثناء عودتها من الحج؟
فصل جديد من الحرب الاقتصادية.. لماذا اختطفت ميليشيا الحوثي 4 طائرات يمنية أثناء عودتها من الحج
احتجز الحوثيون أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، ومنعها من العودة إلى مطار جدة لنقل الحجاج. تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الجماعة لتعزيز سيطرتها على موارد الشركة، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
*تفاصيل الاحتجاز والتصعيد*
أعلن وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، أن الحوثيين احتجزوا أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء. تأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان الشركة احتجاز الحوثيين لأكبر طائراتها وعدم السماح باستخدام مبالغ حساباتها المجمدة في صنعاء، والمقدرة بنحو 100 مليون دولار.
يمتلك أسطول الخطوط الجوية اليمنية سبع طائرات، ومع احتجاز الحوثيين لأربعة منها، تتعرض الشركة لأزمة حادة. أعلن وزير الأوقاف اليمني محمد عيضة شبيبة عبر تغريدة على منصة "إكس" أن الحوثيين منعوا عودة الطائرات إلى مطار جدة لنقل الحجاج اليمنيين، مما اضطر الوكالات إلى إبقاء الحجاج في مساكنهم بمكة المكرمة حتى يتم الإفراج عن الطائرات.
فيما يتعلق بأزمة الحجاج، أوضح وكيل وزارة الأوقاف اليمنية الدكتور مختار الرباش، أن الحكومة اليمنية تواصلت مع جوازات مطار جدة لإلغاء ختم الخروج للحجاج اليمنيين، مما مكنهم من العودة إلى مكة المكرمة وترتيب مساكن لهم.
أشار الرباش إلى أن إجمالي العالقين بمطار جدة بلغ 1024 حاجًا بسبب احتجاز الطائرات في صنعاء. وقد طلب بعض الحجاج تحويل سفرهم إلى مطار عدن كبديل عن مطار صنعاء.
*موقف الخطوط الجوية اليمنية*
طالبت شركة الخطوط الجوية اليمنية بالإفراج الفوري عن طائرتها الإيرباص A330 المحتجزة منذ أكثر من شهر في مطار صنعاء، بالإضافة إلى الإفراج عن رصيد الشركة المجمد.
وصفت الشركة في بيانها استمرار احتجاز الطائرة ومنع صيانتها بأنه تهديد مباشر لسلامة المسافرين ومخالفة للأعراف والقوانين العالمية للطيران.
وأكدت الشركة استعدادها لتحمل تكاليف صيانة الطائرة فور الإفراج عنها وسداد قيمة محركاتها من الأموال المحجوزة.
أصدرت وزارة النقل اليمنية في عدن توجيهات عاجلة لشركة الخطوط الجوية اليمنية لحماية أصولها وأموالها من سيطرة الحوثيين.
تضمنت التوجيهات نقل جميع الأنشطة والإيرادات إلى عدن أو إلى حسابات الشركة في الخارج. وأكدت الوزارة على ضرورة تحويل إيرادات المبيعات إلى تلك الحسابات بشكل عاجل، تماشياً مع قرار البنك المركزي اليمني بوقف التعامل مع البنوك في مناطق سيطرة الحوثيين.
دعت الوزارة أيضاً جميع وكالات السفر المعتمدة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين للانتقال إلى العاصمة المؤقتة عدن أو إلى المحافظات المحررة لمزاولة نشاطها.
تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل تأثير الحوثيين على موارد الشركة وضمان استمرارية عمل الخطوط الجوية اليمنية.
*أسباب الاحتجاز*
من جانبه، كشف مصدر مطلع لـ"العرب مباشر"، أن احتجاز الطائرات يأتي ضمن سلسلة من التصعيدات التي يقوم بها الحوثيون في إطار حربهم الاقتصادية ضد الحكومة الشرعية، تسعى الجماعة لتعزيز سيطرتها على موارد الشركات والمؤسسات الاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها، لتمويل حربها ضد السفن التجارية وتخفيف وقع الضربات الأمريكية وخسائرها المتصاعدة، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن.
وأضاف المصدر، أن من المتوقع أن يؤدي احتجاز الطائرات إلى تعقيد الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن بشكل أكبر، يعتمد العديد من اليمنيين على خدمات الخطوط الجوية اليمنية للسفر والتنقل، خاصة خلال موسم الحج.
كما أن تجميد أرصدة الشركة يعوق قدرتها على الصيانة والتشغيل، مما يهدد سلامة المسافرين ويزيد من الضغوط على الحكومة الشرعية.