عيد جديد من الدماء في السودان.. الإخوان يؤججون الصراع ويُطيلون أمد الحرب
عيد جديد من الدماء في السودان.. الإخوان يؤججون الصراع ويُطيلون أمد الحرب

يحلّ عيد الأضحى على السودان هذا العام وسط استمرار الحرب الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تتواصل الاشتباكات في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى؛ مما يحرم آلاف الأسر من أجواء العيد وفرحته.
في هذا السياق، تتهم تقارير إعلامية جماعة الإخوان المسلمين بلعب دور محوري في تأجيج الصراع، من خلال دعم ميليشيات مسلحة مثل: "كتائب الظل" و"كتيبة البراء بن مالك"، بهدف زعزعة الاستقرار وإفشال أي جهود للتسوية السياسية .
ويشير محللون، أن الجماعة تسعى لاستغلال الفوضى لإعادة تموضعها السياسي، خاصة بعد سقوط نظام عمر البشير في 2019، حيث تعمل على تغذية النزاع وعرقلة مبادرات الحل السياسي، بهدف العودة إلى السلطة وتجنب المحاكمات .
في ظل هذه الأوضاع، يعاني ملايين السودانيين من أوضاع إنسانية متدهورة، حيث تسببت الحرب في نزوح أكثر من 8 ملايين شخص داخليًا، ولجوء 4 ملايين إلى دول الجوار، مع معاناة نحو 25 مليون سوداني من الجوع وسوء التغذية .
على الرغم من إعلان هدنة من جانب واحد خلال عيد الأضحى، إلا أن الاشتباكات تواصلت، مما يعكس تعقيد الأزمة واستمرار معاناة المدنيين .
في ظل هذه الظروف، تتزايد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن استمرار تدخلات الجماعة يعقد من فرص التوصل إلى حل سلمي.
أكد المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية، أن الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع تدخل مرحلة استنزاف طويلة، محذرًا من أن استمرارها يهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وأشار عبد الله للعرب مباشر، أن جماعة الإخوان المسلمين تلعب دورًا خفيًا لكنه محوري في تأجيج الصراع، عبر دعم عناصر مسلحة ومحاولة تفكيك المؤسسة العسكرية، بهدف عرقلة أي جهود للوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
وأضاف: أن الجماعة تستخدم أدوات إعلامية وميدانية لخلق الفوضى، منها الكتائب الإلكترونية التي تروج للشائعات وتضرب النسيج المجتمعي، ما يفاقم الانقسام ويزيد من حدة المواجهات.
وشدد عبد الله على أن هذه الممارسات تصب في مصلحة مشروع الإخوان لإعادة تموضعهم السياسي، ولو على حساب دماء الأبرياء.
كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الأطراف المتنازعة لوقف القتال والجلوس إلى طاولة مفاوضات، مؤكدًا أن أي حل سياسي حقيقي يجب أن يستبعد العناصر المتورطة في تغذية الحرب.