محلل لبناني: انتخاب جوزيف عون وزيارة ماكرون بداية لمرحلة استقرار مشروطة بالإصلاحات

محلل لبناني: انتخاب جوزيف عون وزيارة ماكرون بداية لمرحلة استقرار مشروطة بالإصلاحات

محلل لبناني: انتخاب جوزيف عون وزيارة ماكرون بداية لمرحلة استقرار مشروطة بالإصلاحات
جوزيف عون

بعد أشهر من الفراغ الرئاسي والانقسامات السياسية، يشهد لبنان استقرارًا نسبيًا عقب انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للبلاد، في خطوة أثارت ارتياحًا داخليًا ودوليًا.


يأتي ذلك بالتزامن مع تهدئة الأوضاع في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت التي حملت رسائل دعم قوية لتعزيز استقرار لبنان ومساعدته على مواجهة أزماته.


نقطة تحول


اختيار جوزيف عون، قائد الجيش السابق، رئيسًا للبنان لاقى ترحيبًا واسعًا من مختلف الأطراف السياسية، إذ يُنظر إليه كشخصية توافقية قادرة على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحساسة. وتعهد عون في خطابه الأول بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تُواجه البلاد.


تهدئة الأوضاع


شهد لبنان توترًا كبيرًا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، لكن انتخاب الرئيس الجديد ساهم في تخفيف التصعيد على الساحة الداخلية والخارجية وأكدت الحكومة اللبنانية أنها ملتزمة بضمان عدم تحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.


دعم دولي للبنان


زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت جاءت لتُؤكد استمرار الدعم الفرنسي للبنان. وأجرى ماكرون سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يُعاني منها الشعب اللبناني.


وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في بيروت: "فرنسا ملتزمة بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة المفصلية. نحن ندعم انتخاب رئيس جديد ونشجع على إصلاحات جادة لتحقيق الاستقرار والتنمية".


أبعاد اقتصادية وسياسية


تُشير التقارير إلى أن زيارة ماكرون شملت بحث حزمة مساعدات اقتصادية وتنموية، إلى جانب مناقشة خطط لإعادة بناء البنية التحتية، خاصة بعد الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت في 2020. كما دعت فرنسا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للبنان، خصوصًا في ملف اللاجئين السوريين ومواجهة الأزمات الإنسانية.


آمال بتعزيز الاستقرار


مع انتخاب جوزيف عون وزيارة ماكرون، يتطلع اللبنانيون إلى استعادة الاستقرار والخروج من الأزمات التي أثقلت كاهل البلاد لسنوات. ويبقى التحدي في ترجمة الدعم الدولي والإجماع الداخلي إلى خطوات عملية تحقق التنمية وتحافظ على وحدة لبنان.

أكد المحلل السياسي اللبناني مارون شمعون أن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية يمثل خطوة مهمة نحو استقرار لبنان، خاصة في ظل التوترات الإقليمية الأخيرة والأزمات الداخلية المتراكمة. وأضاف أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت جاءت في توقيت حاسم لتعزيز الدعم الدولي للبنان، لكنها تضع المسؤولين اللبنانيين أمام تحديات كبيرة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة.


توافق داخلي ودعم دولي


وأوضح شمعون - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن اختيار جوزيف عون، بصفته شخصية توافقية، يعكس رغبة الأطراف السياسية في إنهاء حالة الجمود التي عصفت بالبلاد لسنوات. وقال: "عون يتمتع بسمعة إيجابية في الداخل والخارج، وقدرته على قيادة الجيش في أصعب الظروف أكسبته ثقة كبيرة. الآن، المهمة الأصعب هي استعادة ثقة الشعب اللبناني والمؤسسات الدولية بالدولة".


دور زيارة ماكرون


وأشار شمعون إلى أن زيارة ماكرون حملت رسائل دعم قوية، لكنها أيضًا تضمنت مطالب واضحة بالإصلاح. وأضاف: "فرنسا ليست فقط داعمًا تاريخيًا للبنان، لكنها أيضًا تلعب دور الوسيط بين لبنان والمجتمع الدولي. زيارة ماكرون ركزت على أهمية تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية عميقة للحصول على الدعم المالي والتنفيذي من الدول المانحة".


تحديات المرحلة المقبلة


وعن التحديات التي تُواجه لبنان، أكد شمعون أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تلقي بظلالها على البلاد. وقال: "انتخاب الرئيس وزيارة ماكرون يبعثان برسائل إيجابية، لكن دون معالجة ملف الإصلاحات، خصوصًا في قطاع الطاقة والبنية التحتية، فإن هذا الزخم قد يتلاشى سريعًا".


أفق الاستقرار


واختتم شمعون حديثه قائلًا: "لبنان أمام فرصة حقيقية للخروج من أزماته إذا استغل هذا الدعم الدولي وحقق توافقًا داخليًا على الملفات الخلافية ولكن النجاح يعتمد بشكل أساسي على إرادة القيادات السياسية لتنفيذ إصلاحات جادة تُنهي الفساد وتُعيد بناء الدولة".