محلل سوداني: الحرب تُنذر بكارثة وطنية شاملة ما لم يتحقق حل سياسي عاجل

محلل سوداني: الحرب تُنذر بكارثة وطنية شاملة ما لم يتحقق حل سياسي عاجل

محلل سوداني: الحرب تُنذر بكارثة وطنية شاملة ما لم يتحقق حل سياسي عاجل
الحرب السودانية

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب الدائرة في السودان، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في البلاد، حيث تُواجه الدولة واحدة من أخطر أزماتها منذ استقلالها.

اشتباكات متواصلة، انهيار اقتصادي، ونزوح داخلي وخارجي غير مسبوق، كلها عوامل تضع السودان على حافة الهاوية، وسط غياب أفق واضح لإنهاء الصراع.


أزمة إنسانية غير مسبوقة


تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 5.5 مليون شخص نزحوا منذ بداية الحرب في أبريل 2023، فيما يُعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي. ووفقًا لتقارير إنسانية، يُعاني الأطفال من معدلات مرتفعة من سوء التغذية، بينما يُواجه العاملون في المجال الصحي تحديات كبرى بسبب نقص الإمدادات الطبية وخروج أكثر من 70% من المرافق الصحية عن الخدمة.


انهيار اقتصادي شامل


في ظل استمرار الصراع، يعيش الاقتصاد السوداني حالة انهيار شبه كامل. تدهور سعر العملة الوطنية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وغياب الاستثمارات الخارجية أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان. ويُشير خبراء اقتصاديون إلى أن السودان بحاجة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لتفادي كارثة اقتصادية واجتماعية.


جهود دولية متعثرة


رغم الجهود الإقليمية والدولية للوساطة بين الأطراف المتحاربة، فإن مساعي التهدئة لم تحقق تقدمًا يُذكر. وتتهم أطراف النزاع بعضها البعض بتقويض الحلول السلمية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويُطيل أمد الحرب.


تداعيات الحرب على الجوار


تأثرت دول الجوار السوداني، مثل تشاد وجنوب السودان ومصر، بتدفقات اللاجئين والمخاطر الأمنية الناتجة عن الصراع. وأدى ذلك إلى زيادة الضغط على تلك الدول، التي تُعاني بدورها من أزمات داخلية.


هل من حلول؟


مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، تبرز الحاجة الملحّة إلى خطة سلام شاملة تعالج جذور النزاع وتضع حدًا للأزمة الإنسانية. ويُؤكد مراقبون أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من الانهيار الكامل، لكن تحقيقها يتطلب إرادة حقيقية من الأطراف المتصارعة ودعمًا جادًا من المجتمع الدولي.

حذر المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبدالله من أن الحرب المستمرة في السودان، التي أوشكت على دخول عامها الثاني، تنذر بكارثة وطنية شاملة تطال الأصعدة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية كافة. وأكد أن استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع دون تحقيق تقدم في جهود التهدئة قد يقود البلاد إلى مزيد من الانهيار.


أزمة متعددة الأوجه


وفي تصريحاته لـ"العرب مباشر" أوضح الدكتور عبدالله أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية، مع نزوح ملايين السكان وتفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي. وقال: "الحرب لم تقتصر على الدمار المادي، بل أفرزت حالة من اليأس لدى الشعب السوداني، الذي بات يواجه خطر المجاعة والتشريد دون أن يرى بارقة أمل لإنهاء الأزمة".


غياب الإرادة السياسية


أشار الدكتور عبدالله إلى أن غياب الإرادة السياسية لدى أطراف النزاع هو السبب الرئيس في تعقيد المشهد. وأضاف: "رغم الوساطات الدولية والإقليمية، لم تُظهر الأطراف المتصارعة أي استعداد حقيقي لتقديم تنازلات أو العمل بجدية نحو وقف إطلاق النار، مما يجعل الوضع أكثر تأزمًا".


تداعيات إقليمية ودولية


وعن تداعيات الحرب على الجوار، أكد الدكتور عبدالله أن النزاع السوداني بدأ يؤثر سلبًا على الدول المجاورة، مثل تشاد ومصر وجنوب السودان. وتابع: "النزوح الجماعي يضع ضغوطًا إضافية على هذه الدول، فيما يُشكل انعدام الاستقرار في السودان تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي".