محلل يمني: التهديدات الحوثية للملاحة الدولية تتطلب ردعًا حاسمًا وجهدًا دوليًا منسقًا
محلل يمني: التهديدات الحوثية للملاحة الدولية تتطلب ردعًا حاسمًا وجهدًا دوليًا منسقًا
في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة وتهدئة الأوضاع في غزة بعد التوصل إلى هدنة، تتزايد التساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على ردع ميليشيا الحوثي، التي تستمر في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
التهديدات الحوثية، التي تتنوع بين استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية، تُمثل تحديًا كبيرًا لحركة التجارة العالمية، خاصة أن مضيق باب المندب يُعد شريانًا حيويًا يربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. ومع استمرار تصعيد الحوثيين المدعومين من إيران، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام اختبار حقيقي لفرض الاستقرار وردع هذه الأعمال العدائية.
تحركات دولية ومطالب بالتصعيد
تصاعدت الدعوات الإقليمية والدولية لتفعيل آليات أكثر صرامة لردع الحوثيين. وأكدت تقارير أممية أن هذه التهديدات لا تهدد فقط الملاحة، بل تُزعزع أمن واستقرار الدول المجاورة، خاصة السعودية واليمن. وتدعو دول التحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى تحرك دولي أوسع لضمان سلامة الممرات البحرية.
تأثير هدنة غزة على المشهد
على الرغم من أن هدنة غزة قد خففت من حدة التوترات في المنطقة، إلا أنها سلطت الضوء على ضرورة التعامل مع التحديات الأخرى، مثل التهديد الحوثي. ويعتقد مراقبون أن نجاح أي جهود للردع يتطلب تنسيقًا أمنيًا وعسكريًا محكمًا، بالإضافة إلى الضغط السياسي على الأطراف الداعمة للحوثيين.
خيارات الردع
الخيارات المطروحة لمواجهة التهديدات الحوثية تشمل: تعزيز الحضور العسكري الدولي في البحر الأحمر وباب المندب، من خلال دوريات بحرية دولية، وفرض عقوبات مشددة على القيادات الحوثية والداعمين الإقليميين، للضغط على الجماعة لوقف تهديداتها، وتنشيط الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية الشاملة، مما سيضع حدًا لجذور الصراع.
أكد المحلل السياسي اليمني محمد القحطاني أن التهديدات المستمرة التي تشكلها ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تتطلب ردعًا حاسمًا وجهودًا دولية منسقة لضمان استقرار المنطقة وحماية حركة التجارة العالمية.
وأوضح القحطاني - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن الحوثيين يعتمدون على استراتيجيات تصعيدية، مثل استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب استقرار اليمن والمنطقة. وقال: "هذا السلوك العدواني يُمثل تهديدًا ليس فقط لدول الجوار، بل للعالم بأسره، خاصة أن مضيق باب المندب يُعد واحدًا من أهم الممرات المائية الاستراتيجية عالميًا".
ضرورة تحرك دولي
وأشار القحطاني إلى أن الموقف الدولي تجاه هذه التهديدات لا يزال دون المستوى المطلوب. وأضاف: "رغم وجود إدانات دولية متكررة، إلا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، مثل تعزيز الحضور العسكري في المنطقة، وفرض عقوبات فعّالة على القيادات الحوثية، إضافة إلى الضغط على الأطراف الداعمة لهذه الميليشيا، وفي مقدمتها إيران".
تهدئة غزة ودورها
وفيما يتعلق بتأثير هدنة غزة على التصعيد الحوثي، أشار القحطاني إلى أن الحوثيين قد يستغلون أي فراغ أو هدوء نسبي في مناطق أخرى من الشرق الأوسط للتصعيد في البحر الأحمر. وتابع: "على التحالف العربي والمجتمع الدولي أن يدرك أن وقف التهديدات الحوثية للملاحة لن يتحقق إلا من خلال استراتيجية شاملة تربط بين الحل السياسي للأزمة اليمنية وتفعيل أدوات الردع الفعالة".
خيارات الردع
واختتم القحطاني تصريحاته بتأكيده أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حاسمة: "الخيار الأمثل هو الجمع بين القوة العسكرية والتحركات الدبلوماسية لفرض الاستقرار. أي تأخير في هذا الملف سيُعطي الحوثيين مزيدًا من الفرص لتوسيع نطاق تهديداتهم".