محللون يكشفون الإجراءات الصارمة الفرنسية لمواجهة خطر الإخوان في فرنسا
محللون يكشفون الإجراءات الصارمة الفرنسية لمواجهة خطر الإخوان في فرنسا
في الوقت الحالي تُواجه فرنسا تحديات كبيرة في التعامل مع الإخوان، التي تسعى إلى خلق مجتمع موازي، ينفصل عن قيم ومبادئ فرنسا، خاصة أن الإخوان تعمل على نشر خطاب الكراهية والتطرف والعنف، وتستقطب الشباب الفرنسي من أصول عربية وإسلامية، حتى يتم تحويلهم إلى عناصر متشددة ومتطرفة، قادرة على تنفيذ هجمات إرهابية داخل فرنسا.
تفكيك شبكة الإخوان
تُواصل الحكومة الفرنسية الإجراءات التي اتخذتها ضد جماعة الإخوان منذ فترة، تلك القرارات تهدف لتقييض دور جماعة الإخوان في فرنسا، خاصة بعد توغلهم هناك في جميع مناحي الحياة بشكل مثير للخوف والقلق.
ومن بين الملفات التي أعلن حزب التجمع الوطني أنه سيعمل عليها حال وصوله لرئاسة الحكومة كان توغل تنظيم الإخوان المسلمين، في البلد الأوروبي ففي نقاش تلفزيوني أعلن رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا أنه يعتزم حظر الإخوان المسلمين في فرنسا، حال وصوله إلى رئاسة الحكومة.
إحباط محاولات الإرهاب
في هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن سلامة: إن جماعة الإخوان في فرنسا بدأت تستغل عددًا كبيرًا من الشباب المجند في تنفيذ عمليات إرهابية، لكن في كل مرة تستطيع الحكومة الفرنسية إحباط تلك المحاولات، وأثناء التحقيقات يتبين أنهم إما شباب تابع لجماعة الإخوان، أو تابع لتنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن فرنسا بها عدد كبير جدًا من الشباب العربي خاصة من دول شمال إفريقيا، وعدد كبير منهم يواجه حياة قاسية هناك، والجماعة تستغل تلك المحن وتتعمد مساعدتهم ومحاولة تجنيدهم، وبالفعل يقع العديد من الشباب في مصيدتهم.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الحكومة الفرنسية بدأت تستشعر خطر الجماعة وتحركاتها المشبوهة، واتخذت العديد من الإجراءات الأمنية والقانونية لحماية المجتمع منها التشديد على خطب المساجد والأئمة.
إجراءات صارمة
فيما قالت مديرة المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية الدكتورة عقيلة دبيشي: إنّ فرنسا خلال الفترة الماضية لجأت إلى مستويات عدة تصدت من خلالها لمحاولات تهديدات مخاطر جماعة الإخوان على البلاد.
وأكدت أنّ من بين تلك الإجراءات العمل على تطويق إيديولوجيا الكراهية لدى الإخوان في أوروبا، من خلال حظر التنظيمات المتطرفة المحسوبة على الجماعة المتطرفة داخل فرنسا ومحاصرتها.
وأوضحت مديرة المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية أنّ من القرارات التي اتخذتها فرنسا قوانين تصعب الحصول على الإقامة ومنح التأشيرة للأجانب،خصوصًا المشتبه بهم، وكذلك قوانين لمتابعة الإرهابيين مثل الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية، وهو مشروع قانون يسمح للجهات القضائية بمتابعة الذين أدينوا بأكثر من (5) أعوام سجن في قضايا إرهاب، بعد خروجهم من السجن.
وأشارت دبيشي إلى أنّ الأعمال الإرهابية التي وقعت في أوروبا خلال الفترة الماضية، دفعت حكومات دول أوروبا، ومنها فرنسا، إلى العمل على محاربة الجماعة من خلال مراحل عدة؛ أبرزها تفكيك الإيديولوجية، ومحاصرة مجال امتدادها بكل الأدوات الثقافية والتربوية والإعلامية والأمنية.
تهديد فرنسا
وفي السياق ذاته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بالقاهرة الدكتور مصطفى أمين: إنّ فرنسا تسير على درب النمسا في مواجهة جماعة الإخوان في ظل المخاوف من العمليات الإرهابية التي تحدث في القارة الأوروبية، مضيفًا أنّ باريس مصممة على مواجهة التنظيم خوفًا من التهديدات الإرهابية وزيادة عمليات التطرف.
وأضاف - في تصريح خاص - أنّ تقارير الجهات الأمنية الفرنسية رصدت انتشار مظاهر التطرف داخل عدد من المدن الفرنسية، وربطت التقارير ذلك بانتشار الإسلام السياسي، وهو أمر أكد عليه أيضًا مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي دعا قيادات الدولة إلى مزيد من اليقظة ضد خطر الإخوان، موضحًا أنّ تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية في فرنسا وأوروبا لم يحدث حتى الآن، إلا أنّ ما يتردد داخل الكواليس والجهات الاستخباراتية يُؤكد اتخاذ تلك الخطوة على المستوى الأوروبي.