هل تصبح الاحتجاجات الجامعية الشرارة التي قد تغير وجه السياسة في أمريكا؟.. خبراء يجيبون
هل تصبح الاحتجاجات الجامعية الشرارة التي قد تغير وجه السياسة في أمريكا
في ظل الأحداث المتسارعة والمتقلبة على الساحة السياسية الأمريكية، تبرز الاحتجاجات الجامعية كمؤشر لا يمكن تجاهله. مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يتساءل الكثيرون عن الدور الذي قد تلعبه هذه الاحتجاجات في تشكيل الرأي العام وتأثيرها على نتائج الصناديق. فهل يكون للاحتجاجات تأثيرها المحتمل على السباق الرئاسي الحالي؟
*ثقة وحذر*
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو البيت الأبيض، يبدو أن الثقة تسود بين صفوف كبار المسؤولين هناك، يعتقدون أن الاحتجاجات الجامعية الراهنة، التي تندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة، لن تؤدي إلى تراجع كبير في الدعم الشعبي للرئيس جو بايدن، هذا الاعتقاد يأتي رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى عدم رضا العديد من الديمقراطيين عن موقف الرئيس من الحرب.
مع ذلك، يبدو أن هناك تباينًا في الآراء داخل الحزب الديمقراطي، فبينما يظهر تفاؤل من جانب بعض أعضاء حملة بايدن، هناك استراتيجيون يحذرون من أن التقليل من شأن الاحتجاجات قد يكون له تداعيات سلبية على نتائج الانتخابات، خاصة في مواجهة منافسة محتدمة مع الجمهوري دونالد ترامب.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس، حيث يستعد بايدن لإلقاء كلمة في حفل تخرج كلية مورهاوس، وسط تحذيرات من إمكانية تعطيل الحفل بسبب اعتراضات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وفقًا لمسؤولين تحدثوا إلى رويترز، يبدو أن القضايا الاقتصادية مثل تكاليف الإسكان والتضخم تحتل مكانة أعلى في قائمة اهتمامات الناخبين الشباب، وليس الصراع في غزة.
*تفوق طفيف لـ"ترامب"*
من جانبه، يدرك نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، أن الوقت عصيب للعديد من المجتمعات ويؤكد أن الرئيس يستمع إلى همومهم، ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب شديد بين بايدن وترامب، مع تفوق طفيف لترامب في الولايات المتأرجحة، وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، يبدو أن ترامب يتمتع بتقييم أعلى من بايدن.
تكشف الاستطلاعات عن انقسام داخل الحزب الديمقراطي حول تعامل بايدن مع الحرب في غزة والاحتجاجات الجامعية، وبينما يظل الناخبون الشباب يفضلون بايدن، فإن الدعم له قد انخفض منذ عام 2020.
ويشير استطلاع رويترز/إبسوس، إلى أن الفارق بين بايدن وترامب بين الناخبين الشباب هو ثلاثة بالمئة فقط، مما يعكس تراجعًا في شعبية بايدن.
*تأثير غزة على الانتخابات*
يبدو أن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يكون له تأثير كبير على الانتخابات، خاصة مع تزايد عدد الضحايا في غزة، وقد أدت الاحتجاجات إلى تعطيل الفعاليات الانتخابية وخلقت انقسامًا داخل الحزب الديمقراطي.
ويتعامل بايدن بحذر مع هذه القضية، مؤكدًا على أهمية القانون وحرية التعبير، ولكنه يتجنب الخوض في جوهر الاحتجاجات، وتعتبر المجموعات المنظمة للاحتجاجات أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة تجاه إسرائيل غير كافية ومتأخرة، وتخطط لمزيد من المظاهرات.
وتعبر ميشيل وندلينغ، المديرة السياسية لحركة صن رايز، عن خيبة أمل الشباب وغضبهم من تعامل الرئيس مع الصراع، محذرة من أن الناخبين الشباب قد ينسحبون من العملية الانتخابية أو يصوتون ضد بايدن.
يشير استطلاع رويترز إلى أن الجمهوريين يرفضون الاحتجاجات وطريقة تعامل بايدن مع الحرب، ويدعو بعضهم إلى تدخل الحرس الوطني، ومع ذلك، يبدو أن بايدن كان مترددًا في الحديث عن الاحتجاجات حتى اللحظة الأخيرة.
وعلى الرغم من التردد الظاهر، فإن القرار النهائي للرئيس بايدن بالتحدث عن الاحتجاجات جاء بعد أعمال العنف التي شهدتها جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس. وقد كان هذا القرار محورًا للنقاش الداخلي، حيث يسعى البيت الأبيض للتوازن بين الحفاظ على الدعم الشعبي ومواجهة الانتقادات.
يُظهر استطلاع الرأي الذي أجرته جامعة هارفارد أن الصراع بين إسرائيل وغزة لا يحتل أولوية كبيرة لدى الشباب الأمريكي، وهو ما يتماشى مع البيانات الخاصة التي اطلع عليها البيت الأبيض، ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذه القضايا على الناخبين الشباب في الانتخابات القادمة.
من جانب آخر، يشير مسؤول في البيت الأبيض، إلى أن الرئيس لا يتحدث عن كل قضية تظهر في الأخبار، مؤكدًا أن هذا لا يحدث دائمًا، بغض النظر عن نوع الأخبار، سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية.
*التحليل والتوقعات*
من جانبه، يقول د. حسن سلام أستاذ العلوم السياسية، مع اقتراب موعد الانتخابات، يبدو أن الحملة الانتخابية لبايدن تواجه تحديات جمة، فالاحتجاجات الجامعية تعكس توترًا متزايدًا بين الشباب والإدارة الحالية، وهو ما قد يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل ملحوظ.