خطوة نحو التغيير: ماذا تضمن اتفاق نيروبي الذي وقعه حمدوك مع الحلو ونور؟

اتفاق نيروبي الذي وقعه حمدوك مع الحلو ونور

خطوة نحو التغيير: ماذا تضمن اتفاق نيروبي الذي وقعه حمدوك مع الحلو ونور؟
صورة أرشيفية

في تطور ملفت للأنظار، يُفتح فصل جديد في تاريخ السودان، حيث يجتمع الأمل والسياسة على طاولة واحدة في قلب نيروبي، "اتفاق نيروبي" الذي يُعد بمثابة نقطة تحول محتملة، يُرسم معالم مستقبل يسعى للجمع بين شتات شعب وإعادة بناء دولة مزقتها الصراعات.

*بداية مرحلة جديدة*

في يوم السبت، وقع رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، اتفاقًا مهمًا مع قائدي الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد نور، في العاصمة الكينية نيروبي، هذا الاتفاق، الذي جاء بوساطة الرئيس الكيني وليام روتو، ليس مجرد وثيقة، بل هو إعلان عن بداية مرحلة جديدة قد تشهد السودان فيها الاستقرار الذي طال انتظاره.

بالرغم من أن حمدوك وقع الاتفاق بصفته رئيسًا سابقًا للوزراء، إلا أن الاتفاق يُعتبر تمهيدًا لاتفاق شامل قد يتوصل إليه الجسمان مع تنسيقية القوى المدنية "تقدم"، وتُعد هذه الخطوة دليلاً على الرغبة في توحيد الجهود والتطلع نحو مستقبل يسوده السلام والتنمية.

*بنود الإتفاق*

أهم بنود الاتفاق تشمل العمل المشترك من أجل مواجهة المشاكل التي تواجه البلاد، وعقد لقاء للقوى السياسية والوطنية، وبناء منظومة عسكرية وأمنية تصب في مصلحة الوطن، كما يهدف الاتفاق إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الطوعية على أساس المواطنة وإقامة دولة مدنية تضمن حقوق جميع المواطنين.

مصدر في تنسيقية القوى المدنية "تقدم"، أكد أن التنسيقية قطعت شوطًا كبيرًا في الطريق لضم عدد كبير من الأجسام المدنية المؤثرة قبل انعقاد المؤتمر العام للتنسيقية في السادس والعشرين من مايو، ويُشير هذا إلى أن هناك تحركًا جادًا وملموسًا نحو توحيد الصفوف والعمل المشترك بين مختلف الأطياف السياسية والمدنية في السودان.

*وقف فوري لإطلاق النار*

قبل الاتفاق مع حمدوك، عقدت حركتا نور والحلو اجتماعات استمرت يومين في نيروبي، حيث اتفقتا على العمل سويًا في المرحلة المقبلة لمواجهة كل المخاطر التي تهدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة لها. وهذا يُظهر مدى الجدية والإصرار على تجاوز الخلافات والعمل من أجل مصلحة الوطن.

الحركتان دعتا أطراف الحرب للوقف الفوري لإطلاق النار تمهيدًا للوقف الدائم للحرب، والتعاون الجاد مع الجهود الإقليمية والدولية، بما في ذلك منبر جدة، والالتزام التام بمسؤوليتها أمام القانون الدولي الإنساني. وهذا يُعبر عن إدراك عميق لأهمية السلام والاستقرار ليس فقط على المستوى الوطني، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضًا.

*مبادئ الإتفاق*

مبادئ اتفاق نيروبي تُعتبر ركائز أساسية لبناء السودان الجديد، حيث تشمل وحدة السودان شعبًا وأرضًا، وسيادته على أرضه وموارده، والحكم الديمقراطي اللامركزي، واعتبار الهوية السودانية أساس المواطنة دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو اللون أو اللغة أو الجهة.

 كما ينص الاتفاق على تأسيس دولة مدنية غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات، وتأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة تفضي إلى جيش مهني وقومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة وينأى عن العمل السياسي والنشاط الاقتصادي بصورة كلية.

الاتفاق ينص أيضًا على تأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي في السودان يضمن قيام الدولة المدنية والمشاركة العادلة والمتساوية لجميع المواطنين في السلطة والثروة، ويضمن حرية الدين والفكر وفصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة.

ويُعالج الاتفاق تركة الانتهاكات الإنسانية من خلال العدالة والمحاسبة التاريخية، وينص على أنه في حالة عدم تضمين المبادئ الواردة في الاتفاق بالدستور الدائم، يحق للشعوب السودانية ممارسة حقوقه المشروعة.