إيران توجه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فهل تشعل الشرق الأوسط.. خبراء يجيبون
إيران توجه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فهل تشعل الشرق الأوسط
كشفت مصادر إقليمية وإيرانية لوكالة رويترز عن وجود قيادات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في اليمن لتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي للحوثيين في شن هجمات على السفن في البحر الأحمر، وأفادت المصادر بأن إيران زادت من تزويد الحوثيين بالأسلحة الحديثة بعد اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
هجمات إرهابية بإشراف إيراني
وقالت المصادر: إن الحوثيين تلقوا من إيران طائرات مسيّرة وصواريخ كروز وباليستية متوسطة المدى قادرة على ضرب الأهداف بدقة عالية، وأضافت أن الحوثيين استهدفوا السفن التجارية في البحر الأحمر في نوفمبر؛ تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.
ونقلت رويترز عن المصادر قولها: إن قادة ومستشارين من الحرس الثوري الإيراني يوجهون ويشرفون على الهجمات في البحر الأحمر بمساعدة من حزب الله اللبناني، وأوضحت المصادر أن الحرس الثوري يزود الحوثيين بالبيانات والمعلومات الاستخباراتية لتحديد السفن المتجهة إلى إسرائيل أو تدعمها.
الحرس الثوري يدرّب الحوثيين
وفي الشهر الماضي، اتهمت الولايات المتحدة إيران بلعب دور رئيسي في التخطيط للهجمات في البحر الأحمر، وقالت إن معلوماتها الاستخباراتية ضرورية لتمكين الحوثيين من تنفيذ الهجمات، وأشار البيت الأبيض إلى تعليقات سابقة له عن دعم إيران للحوثيين؛ ردا على طلب للتعليق على هذه القصة.
وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل الشحن الدولي بين آسيا وأوروبا عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي قبالة اليمن، وأطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على مواقع للحوثيين في اليمن؛ ردا على الهجمات في البحر الأحمر وتضامنا مع إسرائيل التي تخوض حربا ضد حماس في غزة.
وتسبب الصراع في غزة في تصعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى هجمات نفذتها جماعات موالية لإيران على أهداف أميركية في العراق وسوريا. وقال مصدر إيراني مطلع لرويترز: إن الحرس الثوري يدرب الحوثيين على القتال العسكري.
في السياق ذاته، يقول فراس إلياس، الباحث المتخصص في شؤون الأمن القومي الإيراني، الهجمات الحوثية تخدم الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، ومخططاتها لتعزيز نفوذها وقدرتها على التأثير على الأمن البحري في المنطقة وخارجها.
وأضاف إلياس لـ"العرب مباشر": أن طهران ترغب في إظهار أن حرب غزة لها تكلفة باهظة على الغرب إذا استمرت، وأنها قد تشعل فتيل أزمات على المنطقة مع التصعيد، مؤكدًا أن الحوثيين لا يملكون الاستقلالية في تحركاتهم، ولا يتمتعون بالمهارات أو الإمكانيات أو المعلومات أو التقنيات اللازمة لاستهداف ومهاجمة السفن التي تمر بباب المندب يوميا، موضحًا أن هناك جهة خارجية تقف وراء تحريضهم وتزويدهم بالدعم.
ساحة ضغط على دول الجوار
في ظل هذه التطورات، يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تشكل تحديا كبيرا للأمن الإقليمي والدولي، وتهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، ويظهر جليًا وجود قوى إيرانية توجهها.
وأضاف فهمي لـ"العرب مباشر": الحوثيون يستخدمون البحر الأحمر كساحة للضغط على الدول المجاورة، وخاصة السعودية والإمارات، لإظهار قدرتهم على تعطيل التجارة العالمية والتأثير على أسعار النفط، كما أنهم يحاولون جذب الانتباه الدولي إلى قضيتهم واستمرار دعم حلفائهم، مثل إيران.
واختتم فهمي: الأفعال الإيرانية تزيد من خطر اندلاع حروب وصراعات وأزمات إنسانية في الشرق الأوسط، وتشكل تهديدًا للأمن القومي للبلاد العربية، في استمرار واضح لاستراتيجيتها باستغلال الفوضى والانقسامات والنزاعات الداخلية في الدول التي تتدخل فيها، مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان.