هل تنجح المخططات الإسرائيلية بشأن إدارة رفح؟
هل تنجح المخططات الإسرائيلية بشأن إدارة رفح
منذ أيام قامت الإدارة الأمريكية بعملية عسكرية في شرق مدينة رفح واقتحمت بدورها معبر رفح البري، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع على العالم وكانت تديره حركة حماس في السنوات الأخيرة.
معبر رفح يعد منفذًا لدخول المساعدات والغذاء في الأيام العادية بالقطاع وينقل المواطنين إلى مصر ومنها للعالم، ولا يوجد أى دورًا للسلطة الفلسطينية المتمثلة في حركة فتح على المعبر، وتسعى إسرائيل للسيطرة على القطاع بداية من هدم البنية التحتية الخاصة بالمعبر.
شركة أمريكية على الساحة
وعقب اقتحام مدينة رفح جنوب القطاع تسعى الإدارة الإسرائيلية إلى السيطرة على منفذ رفح، الذي تؤكد إسرائيل أن حركة حماس ادخلت الأسلحة والأجهزة العسكرية عن طريق المنفذ.
وإسرائيل والولايات المتحدة تعتزمان نقل المسؤوليات عن إدارة معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لشركة أمريكية خاصة، بعد أن ينهي الجيش الإسرائيلي العمليات العسكرية المستهدفة في المنطقة.
ذلك بعدما قام الجيش الإسرائيلي بالتعهد بعدم تدمير البنية التحتية بالمعبر والمناطق المتاخمة لكي يسهل عمل الشركة الأمريكية، حيث إن إسرائيل تعهدت للأمريكيين بأن تركز العمليات العسكرية بمدينة رفح على منطقة المعبر فقط.
الشركة التي ستتسلم إدارة المعبر، لديها خبرات بهذا المجال، وتجارب في العمل بمناطق القتال، بينما أشارت تقارير أخرى إلى توجه إسرائيلي لدمج عناصر فلسطينية لا تنتمي لحماس في عمليات إدارة المعبر.
مصر ترفض التواجد الداخلي في القطاع
وقد نقلت تقارير إعلامية عن مصدر مصري قوله، إن مصر لن تتولى أي مسؤوليات أمنية من أي نوع داخل غزة، ذلك ردًا على ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن مسؤوليات أمنية ستتولاها مصر داخل القطاع الفلسطيني.
في نفس الوقت، ترفض إدارة حماس المقترح الإسرائيلي، مؤكدين أن السلطة القائمة بغزة لن تقبل إدارة المعبر من أي طرف غير فلسطيني، كما أن هذا الطرف يجب أن يكون من داخل القطاع، في إشارة إلى رفض إدارته من قبل السلطة الفلسطينية.
حماس تؤكد في الوقت نفسه، إنها لن تسمح بتطبيق المخططات الإسرائيلية المتعلقة بمعبر رفح، كما أننا لن نسمح بوجود أي جسم خارجي داخل المعبر، معتبرًا ذلك محاولة لتضييق الخناق على الفلسطينيين.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن الجانب الإسرائيلي لا يريد بشكل عام إلا احتلال والسيطرة علي قاع غزة، وتواجد قوات او شركة أمريكية هي نوعاً من الاحتلال، والمعبر لابد أن يكون للسلطة التى تشرف على الدولة، وفي حال سيطرت عليه إسرائيل فالقضية الفلسطينية ستكون في مأزق كبير بسبب ما ستقوم به القوات الأمريكية عبر المعبر وسيكون هناك تضييق وحصار على الشعب الفلسطيني.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن إسرائيل في الغالب أخذت موافقة أمريكية، ولكنها لم تدخل مفاوضات جديدة لأجل الهدنة، وهناك وضعية صعبة للغاية تقوم عليها الأيام المقبلة، فحركة حماس تعاني بشدة من الأجواء باقتحام مدينة رفح ولكن في نفس الوقت هناك ضغوطاً على إسرائيل بشكل أكبر وتريد العودة من الحرب بأكبر مكاسب.
ويرى المحلل السياسي أشرف عكة، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في مدينة رفح أدت إلى السيطرة على معبر رفح البري مدروسة بعناية، وتأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، بهدف منع مواصلة سيطرة حماس على المعبر.
وأضاف عكة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر -، أن بعد السيطرة الإسرائيلية على المعبر فإن عودته إلى العمل بالآلية السابقة وبوجود موظفي حماس باتت مستحيلة، لافتًا إلى أن عمل المعبر سيكون في إطار توافق أمريكي إسرائيلي مصري في الأغلب.