بعد مناورات طويلة.. النهضة تتراجع عن خطوة الترشيح في انتخابات الرئاسة بتونس
حركة النهضة تتراجع عن خطوة الترشيح في انتخابات الرئاسة بتونس
بعد أشهر من المشاورات والنقاشات، بدا أن الإخوان، الذين تراجعوا عن الترشح لانتخابات الرئاسية المقررة خريف هذا العام، قد أفلسوا سياسيًا وتآكل رصيدهم الانتخابي حد التلاشي، ويقفون اليوم عاجزين عن إيجاد مرشح لإقناع التونسيين مجددًا بانتخابهم مرة أخرى، برغم ما عاشته البلاد خلال "العشرية السوداء".
مناورات النهضة
وسبق أن أعلنت حركة النهضة الإخوانية مقاطعة الانتخابات النيابية والمحلية الأخيرة مع توقعها خسارة تعزز من شرعية سعيد المستقرة أصلا، لكن قيادات في الحركة على غرار الأمين العام لحركة النهضة العجمي الوريمي لم يستبعد المشاركة في الانتخابات الرئاسية غير أنه نفى نفيًا قاطعًا إمكانية ترشيح الحزب الإسلامي لمرشح في الاستحقاق القادم.
وشدد حينها، على أن النهضة يمكن أن تدعم مرشحًا توافقيًا يحمل أفكارًا تدعو للتعددية السياسية وقادرًا على إعادة المسار الديمقراطي، وذلك قبل إعلان عدم المشاركة.
في الأثناء، تعمل العديد من القوى السياسية والأوساط الشعبية على قطع الطريق أمام عودة المنظومة السابقة لجماعة الإخوان، وهو ما يظهر في بيانات ومواقف العديد من الأحزاب والحركات السياسية.
ولم يعلن سعيد بعد نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه قال - في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، في فبراير الماضي-: إن "الانتخابات ستجرى في موعدها"، وإنه "تم احترام كافة المواعيد الانتخابية السابقة".
مناورات إخوانية
والأسبوع الماضي، أعلنت جبهة الخلاص الوطني التي تقودها حركة النهضة الإخوانية عدم مشاركتها بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل، بداعي "غياب شروط التنافس" رغم دعوات قيادات فيها للمشاركة بغية تغيير الوضع، وذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، الثلاثاء، بالعاصمة تونس.
الحركة انتهت للأبد
في هذا الصدد، يقول الدكتور أسامة عويدات المحلل السياسي التونسي: إن الإخوان يناورون خصوصًا أنهم يدركون جيدًا أن استخدام أوراق محروقة لن يكون في صالحهم.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، ان الجماعة تدرك جيدًا حجم اللفظ الشعبي لها، فعندما رشحت نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، خسرت بشكل كبير.
ولفت، أن معظم قيادات "النهضة" تعي أن الحركة انتهت سياسيًا ولم تعد حزبا صالحّا للحكم، كما لا يمكنها ترشيح أي شخص من داخلها؛ لذلك أرادت من خلال هذا المؤتمر الصحفي البحث عن توافقات لتتخفى وراءها".