تضامنًا مع الكوارث.. الإمارات تخصص 15 مليون دولار لمساندة كينيا
الإمارات تخصص 15 مليون دولار لمساندة كينيا
في خطوة تعكس روح الإنسانية والتضامن، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديم مساعدة مالية قدرها 15 مليون دولار لدعم المتضررين من الفيضانات العارمة التي ضربت جمهورية كينيا، جاء هذا الإعلان تلبية لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي يحرص دائمًا على مد يد العون للمحتاجين والوقوف إلى جانب الشعوب في أوقات الشدائد.
*خسائر جسيمة*
شهدت كينيا، وخاصة المناطق الشمالية من العاصمة نيروبي، كارثة طبيعية مروعة، حيث اجتاحت الفيضانات العارمة أراضيها، مخلفةً وراءها دمارًا هائلاً وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، تسببت الأمطار الغزيرة المستمرة لأسابيع في ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير؛ مما أدى إلى فيضان الأنهار وتحول الطرق إلى ممرات مائية، وانهيار الجسور، وتدمير البنية التحتية.
أفادت التقارير، بأن الفيضانات أسفرت عن وفاة أكثر من 228 شخصًا، وإصابة العديد، ونزوح أكثر من 212,630 شخصًا من منازلهم، وقد تأثرت الأحياء الفقيرة بشكل خاص، حيث تحولت الطرق إلى بحيرات وأنهار مؤقتة، مما جعل الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية تحديًا كبيرًا، وتعرضت المنازل والمرافق الصحية للغمر بالمياه، ودُمرت الأراضي الزراعية؛ مما أدى إلى تفاقم الأزمة الغذائية والصحية في البلاد.
تشير الأدلة إلى أن سوء التخطيط العمراني والتوسع السريع للمدينة، بالإضافة إلى ظاهرة النينيو الجوية، قد ساهما في تفاقم الوضع، وقد أدى نقص البنية التحتية المناسبة للصرف الصحي والتحضر غير المنظم إلى جعل العديد من المناطق، خاصة الأحياء الفقيرة، عرضة للفيضانات بشكل متكرر.
تعكس هذه الكارثة الحاجة الماسة لتحسين أنظمة الصرف الصحي والتخطيط العمراني، وتعزيز البنية التحتية لتكون قادرة على مواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية والظواهر الجوية القصوى، كما تبرز أهمية الاستجابة السريعة والفعالة للأزمات الإنسانية لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين في أوقات الكوارث.
*دعم الشعوب*
في إطار الجهود الدولية لمواجهة الأزمات الإنسانية، أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالمساهمة الفاعلة والمستمرة في دعم الشعوب المتأثرة بالكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، وشدد على أن الإمارات، بقيادتها الرشيدة، تعتبر الاستجابة للنداءات الإنسانية واجبًا أخلاقيًا وجزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يفرضها التغير المناخي.
وأضاف الشيخ ذياب، أن مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الذي تم تشكيله بموجب المرسوم الاتحادي رقم 202 لسنة 2023، يعمل على تنسيق الجهود الإماراتية في مجال العمل الإنساني والتنموي، ويضع السياسات والخطط اللازمة لضمان أكبر قدر من الفعالية والكفاءة في تقديم المساعدات، ويهدف المجلس إلى تعزيز دور الإمارات كرائد في العمل الإنساني الدولي، وتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة الآثار السلبية للكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن الإمارات تحرص على تقديم الدعم ليس فقط من خلال المساعدات المالية، بل أيضًا من خلال بناء القدرات وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية والمحلية لتحقيق أكبر تأثير إيجابي ممكن، وأكد أن الإمارات ستواصل دورها الفعال في دعم الجهود الدولية للتخفيف من معاناة الشعوب وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه التحديات الراهنة والمستقبلية.
*يد العون*
من جانبه، أعرب الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، عن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز الروابط الدبلوماسية والإنسانية مع جمهورية كينيا، مؤكدًا على أن الدعم المقدم يجسد عمق العلاقات والتضامن القوي بين البلدين.
وأشار إلى أن هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المستمرة للإمارات لتقديم يد العون والمساندة للدول الصديقة، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، مضيفًا أن الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، تحرص على تقديم الدعم اللازم للمجتمعات المتضررة من الكوارث، وذلك من خلال توفير المساعدات الإنسانية العاجلة والمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية، وتسعى الإمارات، من خلال هذه المبادرات، إلى تخفيف العبء عن كاهل الشعوب المتضررة ومساعدتها على استعادة الحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن.
وأكد الشيخ شخبوط أن الإمارات تعمل على توطيد أسس التعاون الدولي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الأفريقية، وعلى رأسها كينيا، لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك، وأشاد بالدور الذي تلعبه كينيا كشريك مهم في المنطقة، مؤكدًا على أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.