تقرير أممي يعلن المجاعة رسميًا في مدينة غزة ويُطالب بوقف فوري لإطلاق النار

تقرير أممي يعلن المجاعة رسميًا في مدينة غزة ويُطالب بوقف فوري لإطلاق النار

تقرير أممي يعلن المجاعة رسميًا في مدينة غزة ويُطالب بوقف فوري لإطلاق النار
حرب غزة

أعلن خبراء مدعومون من الأمم المتحدة أن مجاعة كاملة تضرب مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، معتبرين أنها كارثة "صنيعة بشرية بالكامل"، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.


وأكد التقرير الصادر عن منظمة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهي هيئة دولية معترف بها لتقييم شدة انعدام الأمن الغذائي، أن المعايير الثلاثة التي تحدد رسميًا وقوع المجاعة قد تحققت في غزة.

معايير إعلان المجاعة


تتطلب معايير إعلان المجاعة أن يُعاني 20% على الأقل من الأسر من نقص حاد في الغذاء، وأن يصاب 30% من الأطفال بسوء تغذية حاد، إضافة إلى وفاة شخصين من كل عشرة آلاف يوميًا جراء الجوع المباشر. 


وبحسب التقرير، فإن هذه الشروط تحققت بالفعل في مدينة غزة، التي تضم ما بين 500 ألف إلى 800 ألف شخص، معظمهم نازحون أو بلا مأوى.

تحذيرات من اتساع رقعة الكارثة


حذرت المنظمة من أن مناطق أخرى مثل دير البلح وخان يونس مرشحة لدخول مرحلة المجاعة خلال الأسابيع المقبلة، في حين أن شمال غزة يشهد ظروفًا وصفت بأنها "الأشد قسوة"، لكن نقص البيانات يمنع إعلان رسمي للمجاعة هناك. وأكد التقرير أن استمرار الوضع دون وقف إطلاق نار سيُساهم في زيادة وفيات الجوع بشكل متسارع.

ضغوط دولية على إسرائيل


واكدت الصحيفة البريطانية أن إعلان المجاعة سيزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لتخفيف القيود الصارمة المفروضة على دخول الإمدادات إلى القطاع منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرًا. 
ورغم ذلك، تُواصل إسرائيل إنكار وجود مجاعة أو انتشار واسع لسوء التغذية، مؤكدة أن الوفيات تعود لأسباب طبية أخرى.

شهادات من داخل غزة


قال أمجد شوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة: "نحن أمام المرحلة الأخطر في تاريخ القطاع، ليس فقط خلال الحرب بل في كل تاريخه. الوضع بالغ التعقيد، الناس متعبون ومرضى، وبدون غذاء لا يُمكن تصور ما سيحدث".

أزمة المساعدات الإنسانية


وتُشير التقارير إلى أن المؤسسة الإنسانية لغزة (GHF)، التي أنشأتها إسرائيل بديلًا عن المنظمات الدولية التي كانت تتولى توزيع الغذاء، فشلت في تغطية الاحتياجات الأساسية للسكان. ويواجه توزيع المساعدات عراقيل ضخمة أبرزها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، الانهيار شبه الكامل لسيادة القانون، القيود البيروقراطية الإسرائيلية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية داخل القطاع.

ضحايا الجوع وسوء التغذية


ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي تتحقق من بياناتها منظمة الصحة العالمية، ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية بشكل حاد. 


فمنذ هجمات 7 أكتوبر وحتى اليوم، تم تسجيل 89 حالة وفاة، معظمها لأطفال، لكن خلال أول 20 يومًا فقط من أغسطس الحالي ارتفعت الوفيات إلى 133، بينهم 25 طفلًا دون الثامنة عشرة.

عمليات عسكرية وقلق إنساني


وفي الوقت نفسه، تحشد إسرائيل عشرات الآلاف من الجنود لشن عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما حذرت المنظمات الإنسانية من أنه سيُؤدي إلى "عواقب كارثية" إضافية. 


كما عبّر تقرير IPC عن قلق بالغ من استمرار مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى شحنات الغذاء، ومن غياب التخطيط والرقابة على عمليات التوزيع الخاصة بالمؤسسة الإنسانية الجديدة.

دعوة عاجلة للتحرك


وشدد التقرير على أن الوقت لم يعد يسمح بالمزيد من الجدل أو الانتظار، مؤكداً أن "المجاعة قائمة وتنتشر بسرعة"، وأن أي تأخير إضافي في إيصال الغذاء والخدمات الأساسية من شأنه أن يؤدي إلى تصاعد غير مقبول في الوفيات المرتبطة بالجوع.


ودعا إلى استجابة عاجلة وشاملة ومستدامة لإنقاذ حياة مئات الآلاف من سكان القطاع.