خبراء يمنيون: بنية "عدن" الإستراتيجية تسقط نتيجة ممارسات "الإصلاح"

خبراء يمنيون: بنية
صورة أرشيفية

تسبب الإهمال من قبل الإخوان التابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" إلى تفاقم السيول الشديدة التي تعرّضت لها العاصمة اليمنية عدن، خلال الساعات الماضية؛ ما أدى بدوره إلى أزمة انقطاع الكهرباء على مدار الأيام الماضية، ضمن كلفة باهظة تدفعها العاصمة إثر الإهمال المتعمد من قبل الإخوان.

وتواصلت أزمة انقطاع الكهرباء في العاصمة عدن، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها أمس الثلاثاء، وتخطت ساعات انقطاع الكهرباء بمعظم مديريات العاصمة الـ20 ساعة، بعدما عطلت السيول منظومة الكهرباء.

استغلال "عدن" لعرقلة اتفاق الرياض

يقول الخبير والمحلل اليمني محمود طاهر:إن الإخوان المسلمين، يريدون من جعل "عدن" محور عدم الاستقرار، لتبقى جبهة إرهاق التحالف العربي، والقوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني، لافتاً أن كل ذلك يرمي إلى محاولة عرقلة اتفاق الرياض، حتى لا يتم تحسين العمل الحكومي لخدمة المواطنين هنا.

تابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": "لا أعتقد أن عدن ستتعافى خلال المرحلة القليلة القادمة، طالما وهناك عمل مكثف، من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لإرهاقها، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك خلال الفترة القادمة، عمل عسكري متزامن مع هجوم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في المناطق الحدودية للمحافظات الشمالية.

وأكد طاهر من جانبه أنه لن تكون عدن في مأمن طالما القيادات الإخوانية هي من تتحكم بالقرار السياسي والعسكري للرئيس الشرعي في اليمن، قائلاً: "وهو ما يجب العمل على إنهاء ذلك من خلال تحرير عبد ربه منصور هادي المختطف لديهم، ولذلك لن يكون إلا بتنفيذ اتفاق الرياض كاملًا، لأنه الكفيل في إعادة الحكومة لموقعها الطبيعي".

الحكومة اليمنية بؤرة الإخوان

فيما اعتبر المحلل اليمني مطهر الريدي، أن أزمة "عدن" كشفت أن الجميع يبحث عن مصالحه والضرب عرض الحائط بمصالح الوطن بأكمله، قائلاً: "فالحكومة اليمنية متروسة بالتيار الإخواني، وهم متواجدون منذ زمن داخل المؤسسة الرئاسية والحكومة".

 

وأردف الريدي في تصريحات لـ"العرب مباشر": "بالتالي فإن القرارات السيادية هم على اطلاع بها ومعرفتهم بها تعتبر أمراً طبيعياً بحكم تواجدهم في مراكز صناعتها"، لافتاً أنهم بهذا يسخرون هذه القرارات لما يخدم مصالحهم الحزبية وأحياناً الفردية البعيدة عن مصالح الدولة والوطن والمواطن.

أشار المحلل اليمني، أنه منذ قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990، والأطراف الحزبية تعمل على تحقيق مصالحها السياسية، والتي أنتجت حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب والتي راح ضحيتها المئات من اليمنيين، وأهلكت وأنهكت الدولة كلها شمالها وجنوبها، مؤكداً أنه كان للإخوان المسلمين (الإصلاح) نصيب الأسد فيها سواء في نفخ الكير (نار) الحرب والتعبئة الشعبية والوطنية، وإصدار الفتاوى التكفيرية واستباحة الأموال والحقوق والدماء، أو من خلال ما وصلوا إليه من تحقيق مطامع قيادية وسيادية في الدولة.

تكرار السيناريو الإخواني

لفت إلى أن الإخوان في الوقت الحالي، يكررون نفس السيناريو في التقسيم وإصدار الاتهامات والتخوين لكل من يقف في وجههم أو يعرقل مصالحهم، مضيفاً: "وهو ما نراه واضحاً من خلال عدم تنفيذ اتفاق الرياض بشأن عدن وعرقلة تنفيذه من قِبَل الأطراف كلها".

كما اعتبر أن حزب الإصلاح يسخر منابره الإعلامية لكي يشيع الفرقة باليمن، على نحو يخدم القوى الخارجية التي لا تريد الاستقرار للبلاد، وتخدم مشروعه بطرق غير رسمية خصوصاً في المناطق الحساسة التي لها مطامع فيها.

الإخوان يشكلون تحالفاً ثلاثياً لإسقاط عدن

من ناحية أخرى، أكد المحلل والسياسي اليمني وضاح بن عطية، أن هناك علاقة وطيدة ربطت حزب الإصلاح الإخواني مع حاشية الرئيس هادي مع قيادات فاسدة من حزب المؤتمر، لافتاً أن هذا الارتباط جمعهم على هدف (إطالة الحرب) وكل طرف من الثلاثة له أهدافه من الحرب.

تابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": "عدن وقعت إدارياً بين فك تلك العصابات الثلاث وأصبح حزب الإصلاح يتحكم بإدارتها حتى وإن كان المحافظ ومديرو المرافق الخدمية والإيرادية ينتمون إلى حزب المؤتمر أو من المقربين لحاشية الرئيس هادي"، مشيراً أن تطوير وتنمية عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة سيجعل المواطنين في المناطق الواقعة تحت سلطات الميليشيات الحوثية، ينتفضون ضد الميليشيا "أبقيت عدن وفق عمل ممنهج في فشل بكل المرافق ما عدا الملف العسكري والأمني الذي يتحكم به المجلس الانتقالي حقق نجاحاً كبيراً".

أردف: "حاشية هادي والإصلاح وحلفاؤهم الفاسدون يسيطرون على كل الإيرادات ومعهم وزارة المالية والبنك المركزي ويتحكمون بالموازنة فيعطون من يعمل معهم، ويمنعون عن الآخرين ولهذا فإن الميزانية لا تصرف إلا لمن ينفذ أجندات الإخوان ويتم الترويج لهم وأي مسؤول لا يخضع لهدف المكونات الثلاثة التي تسيطر على الشرعية يتم محاربته".