في جولة دولية نادرة، يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة دول جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وعلى رأسها مصر والأردن واليونان وقبرص.

ويرى مراقبون أن زيارة بن سلمان لمصر كمحطة أولى في جولته هي استكمال للسياسة السعودية باعتبار مصر شريك إقليمي هام للغاية حيث من المتوقع أن يتم التفاوض على عدد من الملفات على رأسها الغاز والطاقة والقضايا الإقليمية المشتركة.

ذكرت تقارير صحفية نقلا عن مصادر وصفت بالرفيعة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتزم قريبا القيام بجولة تشمل تركيا واليونان وقبرص والأردن ومصر.

وأفاد موقع دار الحياة استنادا إلى هذه المصادر، بأن المسؤولين السعوديين لا يزالون يبحثون مع الدول المعنية مواعيد محددة لهذه الزيارة، مرجحين أن تجري هذه الجولة الخارجية لولي العهد السعودي أوائل يونيو المقبل.

دعم سعودي

قال الخبير السعودي في الشؤون الإستراتيجية والأمنية فواز كساب العنزي: إن هناك دلالات لزيارة ولي العهد لهذه المناطق والدول فهذه الجولة تعكس محورية وقيادة المملكة العربية السعودية وأيضا تقديرها للموقف العسكري والأمني.

وتابع في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر": "المملكة تسعى لهذه الجولة من منطلق مكانتها العربية والإسلامية، كما أن المملكة تقرأ في الأفق ماذا يحدث من خلال تداعيات أزمة روسيا وأوكرانيا والتي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم والتي لها تداعيات سلبية".

وأضاف: "العديد من الدول العربية لها علاقات تجارية واقتصادية كبيرة مع روسيا وأوكرانيا وخصوصا تجارة القمح والسلع الغذائية".

واستطرد قائلا "المملكة العربية السعودية تريد أن تبعث رسالة طمأنينة لهذه الدول ومشاركتها وتقديرا لموقفها ومعرفة خططها التنمية في المستقبل لمواجهة تداعيات الحروب، كما يسعى ولي العهد لتعزيز مكانة هذه الدول".

زيارة هامة 

قال أستاذ العلوم السياسية محمد حسين: إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلدان البحر المتوسط خلال الفترة المقبلة والمقررة خلال الشهر الجاري.

وقال أستاذ العلوم السياسية محمد حسين في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر": إن زيارة محمد بن سلمان في جولة للعديد من دول البحر المتوسط ومن بينها مصر، زيارة مهمة.

فيما أشار إلى أن لقاء بن سلمان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وعقد قمة سعودية مصرية، ستصب في مصلحة البلدين الشقيقين واقتصادهما، كما أنها ستعلن كافة القضايا التي تتولى مصر والسعودية حلها والتصدي لها. 

كما أن هذه القمة ستعلن التنسيق بين الدولتين الشقيقتين، حيال كافة القضايا العربية والقمة في الجزائر خلال الفترة المقبلة. 

فيما أشار إلى أن زيارة ولي العهد ستعتني وستشمل العديد من مذكرات التفاهم حول دول المنطقة وغيرها.

تعزيز التعاون 

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، بالتأكيد زيارة محمد بن سلمان إلى مصر هامة كما أنه سيتم زيارة قبرص والأردن وغيرها من دول البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الزيارة الهامة توحي بتطورات إيجابية وتعزيز التعاون مع العديد من الدول العربية خلال هذه الفترة. 

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، أنه تم تدشين مسار العلاقات واتفق على استثمارات مشتركة، وتعاون كبير بين الطرفين، مضيفا أنه مع قبرص هناك مجالات عدة بينها النفط وهناك عقود في العديد من المجالات، أما عن الأردن فتربطها بالمملكة العربية السعودية علاقات جيدة وهناك مجلس تنسيق مشترك بين عمان والرياض.