في ذكرى مقتل بن لادن.. هل يُواجه تنظيم القاعدة النهاية؟

في ذكرى مقتل بن لادن يُواجه تنظيم القاعدة النهاية

في ذكرى مقتل بن لادن.. هل يُواجه تنظيم القاعدة النهاية؟
بن لادن

منذ 13 عامًا شعر العالم بهدوء وسكينة إثر مقتل رأس الإرهاب في العالم وقتها أسامة بن لادن الذي كان رمزًا مباشرًا للإرهاب وزعيمًا لتنظيم القاعدة الإرهابي الذى قام بأكبر العمليات الإرهابية عالميًا، ولكن مع مقتله انهار كل شيء، على الرغم من تواجد العديد من قادة التنظيم الإرهابي من بعده.  

وبعد مقتل الإرهابي بن لادن تولى الظواهري التنظيم، ولكن في الوقت نفسه لم يشفع له اقترابه من بن لادن وأنه كان الخليفة له حيث كان الرجل الأضعف الذي بدأ على يده هدم التنظيم ومن ثم يأتي تنظيم داعش ليسحب البساط من تحت أرجل القاعدة.  

ماذا بعد مقتل بن لادن  

بعد مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، شهد تنظيم القاعدة تراجعًا في نفوذه ونشاطه، بداية من فقدان القائد الرئيسي، حيث إن مقتل أسامة بن لادن كان ضربة قوية للتنظيم، حيث كان يعتبر القائد الروحي والعقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر 2001، والشخصية القادرة على الحفاظ على مركزية القرارات والإدارة. 

وكان بن لادن أيضًا الرجل القوي الذي استنجد به معظم الشباب في الانضمام إلى التنظيم الإرهابي في الوقت الذي كان يستغل بشكل كبير التعاطف الديني، وبعد مقتل بن لادن، برز أيمن الظواهري كزعيم لتنظيم القاعدة، ومع ذلك، لم يكن لديه نفوذ كبير مثل مؤسس التنظيم، ولم يتمكن من تحقيق نفس التأثير، وزادت الضغوط الأمنية على تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن، وتم تعقب العديد من قادته وأعضائه، وتدمير العديد من معاقله وقواعده. 

التراجع لصالح داعش  

تراجع التنظيم لصالح تنظيمات أخرى، بعد مقتل بن لادن، سمح بظهور تنظيمات إرهابية أخرى منافسة، مثل تنظيم "داعش" الأكثر إجرامًا وبشاعة، مع ضعف القيادة المركزية في القاعدة بعد مقتل بن لادن، تحول التنظيم بشكل متدرج إلى اللامركزية، حتى وصل لمرحلة ضعف تام للمركز ونشاط متقطع للأفرع وسطوتها، خاصة حركة الشباب الصومالية.  

مقتل بن لادن لم يضعف تنظيم "القاعدة" ويحدث فراغًا في مشهد التنظيمات الإرهابية فقط، بل إنه كان بداية لاستراتيجية ناجحة استخدمتها الولايات المتحدة على مدار 13 عامًا، لتحديد قادة هذه التنظيمات، فيما بات يُعرف بـ"قطف الرؤوس". 

وبخلاف أسامة بن لادن، أول خطوة في تنفيذ هذه الاستراتيجية، نجحت الولايات المتحدة في قتل كل من: أبو بكر البغدادي قتل زعيم تنظيم "داعش" في أكتوبر 2019، في إنزال جوي بمحافظة إدلب السورية نفذه الجيش الأمريكي تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فيما بات يُعرف بـ"عملية  كايلا مولر".  

أبو إبراهيم القرشي القائد الثاني لتنظيم القاعدة في عملية نفذها الجيش الأمريكي بإشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قتل في مخبأه بمدينة إدلب السورية في فبراير 2022. 


وكذلك أيمن الظواهري قتل في 31 يوليو 2022، في كابل، عاصمة أفغانستان، بغارة جوية بطائرة مسيرة، بإشراف وتنفيذ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. 

وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، مصطفى حمزة، أن تنظيم القاعدة فقد بريقه بمقتل بن لادن مثلما فقد داعش بريقه بمقتل البغدادي، وبن لادن هو صورة للتنظيمات الإرهابية ورأس الأفعى ومقتله كان ضربة كبرى للإرهابيين حول العالم، حيث إن أغلبهم نشر إشاعات حول إن مقتله لم يكن واقعيًا وإن أمريكا تكذب إعلاميًا فما يخص ذلك والهدف وقتها كان الحفاظ على التنظيم.  

وأضاف حمزة أن التنظيم كان بشكل واضح يعاني من تداعيات مقتل بن لادن، من بعده جاء دور أيمن الظواهري وهو رجل لا يمتلك كاريزما بن لادن، ومنذ ذلك الوقت بات التنظيم في صراعات مستمرة حول الهوية وما تلاها من انشقاقات لصالح تنظيمات أخرى أبرزها داعش وبوكو حرام.  

وقال الخبير في شؤون الإرهاب الدولي منير أديب: إن تنظيم القاعدة فقد نفوذه بمقتل بن لادن مع تصاعد حركة طالبان في أفغانستان مما هدد تواجده بالبلاد وكذلك لم يعد للتنظيم تواجد حاليًا سوى في اليمن وبمشاركة ضعيفة لا تعبر عن تواجده، وكان ذلك هو إرث بن لادن الذي أصبح الرجل الأقوى، فلم يستطع أي خليفة له تنفيذ الأجندة بشكل واضح.  

وأضاف أديب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن التنظيم الإرهابي خلال سنوات لن نسمع عنه شيئًا، كما أن اسم بن لادن كان أقوى من اسم القاعدة؛ وذلك يعود لأن أسامة بن لادن كان رجلًا قوي المواجهة، لديه آلة إعلامية قوية تدعمه وتشير له بأنه الرجل الأقوى والذي يخاف منه العالم، وبالتالي أي من كان يأتي من بعده سيصبح ضعيفًا وهو ما رأيناه تمامًا.