زلزال تركيا يعمق جراح الاقتصاد.. خسائر ضخمة وتكاليف إعادة إعمار غائبة
عمق زلزال تركيا جراح الاقتصاد
لم يتسبب زلزال تركيا في حصيلة مفجعة من الخسائر البشرية، بل جاء ليزيد من جراح البلاد الاقتصادية التي تغرق فيها بسبب سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم والانخفاض الشديد لقيمة الليرة وغيرها من المشاكل الاقتصادية التي تحتاج إلى دعم عاجل، ليأتي زلزال صباح الاثنين المدمر ليثقل عاهل الاقتصاد بعدد من الخسائر الاقتصادية الكبيرة وتهدم ما يقرب من 3 آلاف منزل تحتاج إلى ميزانية ضخمة غائبة لإعادة الإعمار، حيث قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، اليوم الاثنين، إن الزلزال دمر نحو 2838 منزلاً.
حصيلة الزلزال
وأسفر الزلزال في تركيا عن مقتل 1498 شخصا وإصابة 8533 بجروح في سبع محافظات مختلفة وفقا للبيانات الرسمية.
ويتوقّع أن تتغيّر الحصيلة بسرعة نظرا إلى عدد المباني المنهارة في المدن المتضررة، مثل أضنة وغازي عنتاب وشانلي أورفا وديار بكر خصوصا، وفقاً لفرانس برس.
في إسكندرون وأديامان، انهارت مستشفيات حكومية جراء الزلزال الذي ضرب على عمق نحو 17.9 كيلومتر.
وتشل رداءة الطقس في هذه المنطقة الجبلية المطارات الرئيسية حول ديار بكر وملطية، حيث يستمر تساقط الثلوج بكثافة.
تضرر المدارس
من جانبه، أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أن المدارس والمساكن الجامعية لم تتضرر، فيما أعلن تعطيل المدارس في 10 ولايات لمدة أسبوع بسبب الزلزال.
وأضاف: أنه تم إرسال وتشغيل 102 محطة بث متنقلة للهواتف المحمولة إلى المناطق المتأثرة بالزلزال.
إغلاق المطارات
وأفاد أوقطاي بأنه تم إغلاق مطار هطاي وتوقيف حركة الطيران المدني في ولايتي قهرمان مرعش وعنتاب.
كما أشار إلى أن الجهات المعنية قامت بوقف إمداد مناطق عدة بالغاز الطبيعي بسبب الزلزال.
كانت وكالة دمير أورين التركية الخاصة ذكرت أن مطار أضنة بجنوب تركيا مغلق أمام الرحلات الجوية حتى إشعار آخر.
تضرر شبكة الغاز المحلية
كما أعلنت شركة الغاز الحكومية التركية (بوتاس) أن بعض أجزاء شبكة الغاز المحلية تعرضت لأضرار جسيمة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد.
وقالت الشركة في بيان، اليوم الاثنين، إن الأضرار طالت خط "كهرمان مرعش-غازي عنتاب" لنقل الغاز، لتتوقف إمدادات الغاز إلى مقاطعات غازي عنتاب، وهاتاي، وكهرمان مرعش، وبازارجيك، ونارلي، وبيسني، وجولباشي، ونورداجي، وإصلاحية، وريحانلي. كما تأثر خط "كيليس" للغاز الطبيعي لكن الإمداد مستمر.
وضرب زلزال بلغت قوته 7.9 درجة جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف العشرات من القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج. وقد أعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية. ويساهم الجيش التركي في نقل الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة.
وبحسب آخر حصيلة، فقد تسبب الزلزال المدمر في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، جراء الذي وُصف بـ"أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل".