143 قتيلًا.. وسر غامض: هل أوكرانيا وراء فخ الدم في موسكو؟
هل أوكرانيا وراء فخ الدم في موسكو
في أعقاب الهجوم المأساوي الذي وقع في موسكو وأسفر عن مقتل 143 شخصًا، تظهر تقارير جديدة تشير إلى احتمال تورط أوكرانيا، لجنة التحقيقات الروسية تعلن أنها عثرت على دليل يُفيد بأن مرتكبي الهجوم تلقوا تمويلًا من أوكرانيا، بما في ذلك مبالغ مالية ضخمة وعملات مشفرة.
وفقًا للتحقيقات، تم التعرف على مشتبه به جديد متورط في تمويل الإرهاب، ومن المتوقع أن يُقدم التحقيق التماسًا للمحكمة لفرض إجراءات وقائية ضده، هذه الادعاءات تأتي رغم نفي أوكرانيا المستمر لأي صلة بالهجوم، وتصر السلطات الأوكرانية على براءتها من الاتهامات الموجهة إليها.
*الأحداث التي سبقت الهجوم*
تفاصيل الهجوم تكشف عن سيناريو معقد وتخطيط دقيق، المهاجمون، الذين استخدموا أسلحة أوتوماتيكية ومواد قابلة للاشتعال، أشعلوا النيران في القاعة المكتظة بالحضور، مما أدى إلى كارثة إنسانية، وبينما تُظهر الأدلة الأولية وجود تخطيط للهروب إلى أوكرانيا، تنفي كييف بشكل قاطع أي صلة لها بالحادث.
*ردود الفعل الدولية*
المجتمع الدولي يقف مذهولًا أمام هذه الأحداث. تصريحات متضاربة واتهامات متبادلة ترفع من حدة التوتر في المنطقة.
البيت الأبيض أعرب عن صدمته وحزنه العميق للضحايا، مؤكدًا على ضرورة التحقيق الشامل والعادل لكشف ملابسات الحادث.
*تحقيق روسي يتهم أوكرانيا*
أعلنت اللجنة التحقيقية الروسية يوم الخميس أن منفذي هجوم قاعة "كروكوس سيتي هول" بالقرب من موسكو، الذي أسفر عن مقتل 143 شخصًا، كانوا لهم "صلات بالقوميين الأوكرانيين".
وأكدت اللجنة أن تحليل المعلومات المتعلقة بالمعاملات المالية، بالإضافة إلى العمل مع الإرهابيين المحتجزين وفحص الأجهزة التقنية التي صودرت لديهم، قاد إلى الحصول على أدلة تثبت صلتهم بالقوميين الأوكرانيين.
وأضافت أن المحققين حصلوا على معلومات تشير إلى تلقي منفذي الهجوم مبالغ كبيرة وعملات مشفرة من أوكرانيا، استخدمت في التخطيط لهذا الهجوم.
*أوكرانيا تنفي*
وأعلنت اللجنة أيضًا عن اعتقال مشتبه به آخر متورط في تمويل "الإرهابيين"، مع إعلان نيتها طلب حبسه احتياطيًا. وبالرغم من ذلك، نفت أوكرانيا بشكل قاطع أي صلة لها بأكبر الهجمات الدموية في روسيا منذ 20 عامًا.
في تصريحات للصحفيين، أكد البيت الأبيض يوم الخميس أن تنظيم داعش هو المسؤول الوحيد عن هجوم قاعة الحفلات في موسكو. وذكر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن واشنطن قدمت تحذيراً مكتوبًا لأجهزة الأمن الروسية حول هجوم محتمل لمتطرفين.
وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم عبر تطبيق تلغرام، مشيرًا إلى أن مقاتليه هاجموا تجمعًا كبيرًا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو.
*تعقيد المشهد*
من جانبه، يقول د. حمزة مصطفى المحلل السياسي المصري، أن توقيت الهجوم جاء في لحظة حرجة، متزامنًا مع تصاعد العمليات العسكرية في أوكرانيا، مؤكدًا أن الهجمات الإرهابية في موسكو لم تأتِ من فراغ، بل في وقت يشهد تصاعدًا في النزاع الروسي الأوكراني، مما يضفي بُعدًا سياسيًا على الحادثة.
وأضاف مصطفى في حديثه لـ"العرب مباشر"، التوقيت يُلقي بظلال من الشك حول العلاقة المحتملة بين الهجوم والقوميين الأوكرانيين، خاصةً مع إعلان المخابرات الروسية عن نية المشتبه بهم الهروب إلى أوكرانيا.
يُشير الخبير إلى أن تنظيم داعش قد يكون يسعى لإثبات وجوده وقدرته على تنفيذ هجمات في أكثر من اتجاه في وقت واحد، مستغلًا الأوضاع السياسية المتوترة لتحقيق أكبر تأثير نفسي وإعلامي.
يُعقب الدكتور مصطفى على الاتهامات الروسية لأوكرانيا بأنها قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتبرير تحركات عسكرية أو سياسية مستقبلية، مما يُعقد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.