في تحرك جديد يعكس نوايا جماعة الإخوان للعودة إلى المشهد السياسي عبر الفوضى، كشفت صور وفيديوهات تم تداولها مؤخرًا عن تورط قيادات إخوانية في الدعوة إلى محاصرة السفارات المصرية بالخارج، كان آخرها سفارة القاهرة في تل أبيب، بهدف الضغط على الدولة المصرية لفتح معبر رفح، متذرعين بالأوضاع في غزة.

وجاءت تلك التحركات ضمن خطة أوسع تستهدف التشكيك في مؤسسات الدولة، ومحاولة خلق حالة من العداء الخارجي ضد القاهرة، من خلال استغلال القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لتحقيق مكاسب تنظيمية ضيقة.

كما برزت دعوات صريحة من عناصر إخوانية للسيطرة على مناطق استراتيجية في سيناء، في محاولة لإثارة الفوضى، وتحويلها إلى نقطة ضغط على الدولة المصرية، وذلك ضمن خطاب تحريضي يروج له قادة الجماعة من الخارج.

وفي تصريح مثير للجدل، وصف القيادي الإخواني محمد إلهامي قناة السويس بأنها "مشروع استعماري يخدم الغرب"، في سعي واضح لتقويض أحد أهم الإنجازات الاستراتيجية لمصر، والتقليل من أهميته الاقتصادية والدولية.

هذه الممارسات تكشف بوضوح استمرار الجماعة في استغلال الأزمات لزعزعة الأمن الداخلي، ومحاولة ضرب استقرار الدولة من خلال حملات تحريض وتشويه تستهدف الداخل والخارج، رغم ما تحقق من خطوات واسعة على طريق التنمية والاستقرار السياسي.

وشن المفكر الإسلامي والقيادي الاخواني المنشق مختار نوح، هجومًا حادًا على القيادي الإخواني محمد إلهامي، بعد تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها قناة السويس بأنها "مشروع استعماري يخدم الغرب"، معتبرًا أن تلك التصريحات تعكس حقدًا دفينًا على الدولة المصرية ومحاولة مستمرة من الجماعة لتقويض مكتسباتها الوطنية.

وقال نوح -في تصريحات لـ"العرب مباشر": حدإن ما يقوله إلهامي وغيره من قيادات الإخوان ليس جديدًا، بل هو امتداد لخطاب الكراهية الذي تتبناه الجماعة ضد مؤسسات الدولة منذ سقوط حكمهم في 2013، مشددًا على أن قناة السويس كانت وما زالت أحد رموز السيادة الوطنية، ومصدرًا مهمًا للدخل القومي، وتخدم الأمن القومي المصري لا مصالح الخارج كما يدّعون.

وأضاف نوح: "حين يفقد الإخوان مشروعهم السياسي، لا يبقى لهم إلا الطعن في كل ما تنجزه الدولة، فيحاولون تشويه قناة السويس، كما حاولوا سابقًا تشويه الجيش والشرطة والقضاء"، مؤكدًا أن تلك التصريحات تهدف إلى بث الفتنة، وإثارة الرأي العام ضد الدولة في الداخل والخارج.

واعتبر نوح، أن ما تفعله قيادات الجماعة، من تصريحات مغرضة وتحريض على مؤسسات الدولة، يمثل "خيانة وطنية مكتملة الأركان"، ويكشف عن فشلهم الذريع في تقديم أي رؤية أو بديل سياسي، سوى تصدير الفوضى وتكرار الأكاذيب.

وطالب نوح المصريين بعدم الانسياق وراء هذه الحملات المشبوهة، مؤكدًا أن الشعب أصبح أكثر وعيًا من أن تنطلي عليه مثل هذه المحاولات.