لماذا علقت الإمارات مباحثات صفقة طائرات إف-35 مع واشنطن.. خبراء وتقارير يكشفون التفاصيل الكاملة
علقت الإمارات العربية المتحدة شراء طائرات إف 35 من أميركا
علّقت الإمارات صفقة بمليارات الدولارات لشراء مقاتلات "إف- 35" الأمريكية، وأبلغت إدارة أبوظبي واشنطن أنها ستعلق المناقشات حول صفقة مقاتلات "إف-35" الأميركية.
وقال مسؤول إماراتي للسي إن إن الأميركية: "أبلغت الإمارات الولايات المتحدة بأنها ستُعلّق المناقشات المتعلقة بصفقة شراء إف-35"، موضحًا أن "متطلبات فنية، وقيود تشغيلية وسيادية، وتقييم للمنفعة مقابل الكُلفة، أدت إلى إعادة النظر (في الأمر)".
وأضاف المسؤول أن الإمارات والولايات المتحدة تعملان من أجل تفاهم من شأنه معالجة الظروف الأمنية الدفاعية المشتركة للاستحواذ (على الطائرات)"، على حدّ قوله، لكنه أكد أن "الولايات المتحدة تظل المزوّد المُفضّل للإمارات فيما يتعلق بالمُتطلبات الدفاعية المتقدمة وقد يُعاد فتح المناقشات الخاصة بمقاتلات إف- 35 مُستقبلًا".
وفد عسكري إماراتي
ومن المقرر أن يزور وفد عسكري إماراتي غدًا وزارة الدفاع الأميركية، بحسب جون كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون، وفي حين أن الاجتماع لم يُكن مُفترضًا أن يبحث بيع مقاتلات إف-35 لأبوظبي، فيبدو من شبه المؤكّد الآن أنه سيكون محورًا رئيسًا على طاولة المباحثات الإماراتية الأميركية، على حدّ قوله.
وقال كيربي: "الاجتماع لم يكن لبحث صفقة بيع عسكرية، وإنما للحديث على نطاق واسع النطاق عن العلاقات الدفاعية بين واشنطن وأبوظبي. لكنني أتوقع أن يكون فرصة للحديث حول مخاوفهم (الإماراتيين)، وكذلك مشاركة مخاوفنا بشأن تخفيض السعر".
الصراع الصيني الأميركي
وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، في تصريحات إن ما يقلقنا هو هذا الخط الدقيق بين المنافسة الحادة (بين الصين والولايات المتحدة) والحرب الباردة الجديدة".
وتابع: "أعتقد أننا، كدولة سنتأثر سلبًا بهذا (الصراع الصيني الأميركي)، لكن لن نكون قادرين بأي شكل من الأشكال على التأثير على هذه المنافسة حتى بشكل إيجابي حقًا".
وأكد قرقاش في الوقت عينه تقارير أفادت بإغلاق الإمارات منشأة صينية على وقع شكوك أميركية باستخدامها لأغراض عسكرية.
وقال: "كانت وجهة نظر الإمارات أن هذه المنشآت المعينة لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها منشآت عسكرية، لكن الولايات المتحدة كانت لديها مخاوفها وأخذنا هذه المخاوف بعين الاعتبار وأوقفنا العمل في تلك المنشآت".
وأضاف "لكن موقفنا لم يتغير، فلازلنا نرى أن هذه المنشآت لم تكن حقًا منشآت عسكرية، ولكن مرة أخرى، كان هناك مخاوف لدى حليفنا الرئيسي (واشنطن)، وأعتقد أنه سيكون من الحماقة ألا تتعامل مع مخاوف حليفك".
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق: إن الشراكة الأميركية مع الإمارات أكثر إستراتيجية وتعقيدا من بيع الأسلحة وإن واشنطن ملتزمة بالعمل مع أبوظبي للإجابة على تساؤلاتها.
وأضاف أنه من المقرر أن يناقش اجتماع يعقد بين المسؤولين الأميركيين والإماراتيين في البنتاغون في وقت لاحق من هذا الأسبوع مواضيع عامة لكنه توقع طرح مسألة بيع الأسلحة.
من حق الإمارات أن تعلق الصفقة
وأكد اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري الإستراتيجي أن من حق الإمارات أن تعلق الصفقة مع الولايات المتحدة لأي أسباب تقنية أو فنية في الطائرات، موضحا أن هناك علاقات إستراتيجية قوية بين الإمارات وأميركا تجعلهما أكثر تفاهما من أجل إعادة النقاش في أي ملف من الملفات.
وأشار الغباشي إلى أنه قد تحدث تعديلات على الطائرات التي تم الاتفاق عليها لم تعد بنفس التقنية أو مخالفة لشروط التعاقد، وبالتالي من حق طرف أن يعلق عملية الشراء لحين الوصول إلى تفاهمات بشأن الصفقة.
وشدد على أن الإمارات من حقها أن تنوع سلاح جيشها من مصادر مختلفة كما فعلت مصر، مؤكدا أن الجيش الإماراتي لديه إمكانيات عسكرية وإستراتيجية كبيرة، وتنوع السلاح سيجعله أكثر قوة.
العلاقات الإستراتيجية
فيما قال اللواء شامي الظاهري، المحلل الإستراتيجي السعودي: إن من حق أي دولة أن تتراجع عن أي صفقة عسكرية أبرمتها طالما رأت لاحقاً ثمة عيوبا أو اشتراطات تخالف توجهاتها الدفاعية أو السياسية.
وأضاف أنه من حق الإمارات التراجع وفق رغباتها الإستراتيجية، والمتغيرات السياسية، أو لأسباب فنية تتعلق بالصفقة دون أن يؤثر ذلك على العلاقات الإستراتيجية التي تجمع الدولتين، لافتا أن الشروط الفنية للمقاتلات أمر يحسمه الجانب الإماراتي الطرف المعني بتحديد احتياجاته الإستراتيجية لدعم أسطوله من الطائرات المقاتلة.