رمضان في جنوب لبنان.. بين ويلات الحرب وتجويع حزب الله

رمضان في جنوب لبنان بين ويلات الحرب وتجويع حزب الله

رمضان في جنوب لبنان.. بين ويلات الحرب وتجويع حزب الله
صورة أرشيفية

في ظلال الأزمات المتلاحقة والتوترات الأمنية التي تشهدها منطقة جنوب لبنان، يحل شهر رمضان هذا العام مختلفًا. مع اقتراب الشهر الكريم، تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة للتصعيد العسكري الأخير، ويجد أهالي جنوب لبنان أنفسهم في مواجهة مع حرب تزيد احتمالات تحولها لحرب شاملة مع كل غارة جوية تضرب البيوت وتحولها إلى ركام، إضافة إلى تأثير مضاعف للأزمة الاقتصادية التي تحرمهم من أبسط مقومات الحياة. 
 
حرب تقترب 

في العاشر من مارس 2024، شهدت بلدة خربة سلم جنوب لبنان غارة جوية أسفرت عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة تسعة آخرين، وقد تسببت الغارة في تدمير المنزل المستهدف بالكامل وخسائر فادحة بعشرات المنازل المحيطة، وفي حادثة منفصلة، أدت غارة إسرائيلية أخرى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة وإصابة ثمانية آخرين. 

تأتي هذه الأحداث في وقت يستعد فيه اللبنانيون لاستقبال شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ في 11 مارس 2024. ومع ذلك، تلقي هذه الأحداث بظلالها على الاستعدادات الرمضانية، حيث تعاني المنطقة من تداعيات الحرب والقصف الذي أثر على البنية التحتية والممتلكات والمزروعات. 

في السياق ذاته، أعلن حزب الله اللبناني عن استهداف قوات إسرائيلية في محيط جبل أدير ومواقع أخرى، وفي خضم هذه الأوضاع، يبقى السكان في جنوب لبنان يواجهون تحديات جمة، ليس فقط بسبب النزاع المسلح، بل أيضًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد وتؤثر على قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية في رمضان. 
 
واقع مرير 

من جانبه، يقول الدكتور أسعد بشارة المحلل السياسي اللبناني، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، والوضع في جنوب لبنان يزداد تعقيدًا.  

وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن اللبنانيين وخاصةً في القرى الجنوبية، يشعرون بالإرهاق من استمرار النزاعات والخسائر الفادحة التي يتكبدونها. 

وأضاف بشارة، الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان منذ العام 2019 أضاف عبئًا ثقيلًا على كاهلهم، والآن مع اقتراب رمضان، يواجهون تحديات جديدة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، الحرب لم تعد مجرد خبر يُتابع عبر الشاشات، بل أصبحت واقعًا مريرًا يعيشونه يوميًا. الأمل في السلام يتضاءل مع كل قصف جديد، والدعوات لوقف النار تزداد إلحاحًا مع اقتراب الشهر الفضيل. 

في السياق ذاته، يقول محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، أن التوترات الأخيرة في جنوب لبنان تجدد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية قد تمتد آثارها إلى أبعد من حدود لبنان، مضيفًا أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة يُنذر بتصعيد قد يشمل لبنان والعراق وإيران. 

وأضاف الرز في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الوضع الحالي يُظهر صعوبة تفادي سيناريو الحرب الشاملة، ويُعقد مساعي الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين لمنع توسع النزاع. 

وتابع: الشعب اللبناني، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة، يجد نفسه الآن في قلب صراع لا يرغب به، ويطالب بالعودة إلى حياة السلام والاستقرار التي كانت قبل تفجر الأوضاع.