في حوار مع العرب مباشر.. عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: ننتظر دعم المجتمع الدولي وثورتنا مستمرة حتى سقوط النظام
أكدت عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنهم ينتظرون دعم المجتمع الدولي وثورتنا مستمرة حتى سقوط النظام
حالة من الغضب الشعبي الجارف نتيجة تراكم سنوات من القمع والقهر من نظام الملالي إلى شعبه، لتنفجر الاحتجاجات مهددة بالإطاحة بالنظام القمعي، ودعت معصومة احتشام، عضوة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المجتمع الدولي للوقوف ودعم الشعب الإيراني حتى التخلص من النظام الإيراني المستبد، وأضافت "احتشام" خلال لقائها مع «العرب مباشر»، أن الانتفاضة الإيرانية مستمرة حتى سقوط النظام الإيراني وأخذ الشعب الإيراني كامل مستحقاته المنهوبة من قِبل الملالي من أجل أغراضه وأطماعه ولا ينظر للإيرانيين، وبدأت الاحتجاجات الإيرانية خلال الفترة الماضية بموجة غضب ضد النظام الإيراني، عقب مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب الحجاب القسري بعد حبسها 3 أيام، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة وثورة ضد نظام العمائم في إيران والتي دخلت شهرها الثاني.
"بداية النهاية".. شعار الشهر الثاني من احتجاجات إيران.. إلى أين تتجه إيران؟
انتفاضة الشعب الإيراني تدخل حاليًا في أسبوعها السادس، وهي مستمرة بإصرار حتى سقوط النظام، كما أن إصرار الشباب على الصمود ضد النظام القمعي هو أهم سمة لهذه الانتفاضة، وبالرغم من القمع الوحشي لنظام الملالي الحاكم، استمرت الانتفاضة في إيران لمدة 6 أسابيع ولن يعود الوضع إلى ما كان عليه من قبل، فالآن يتحد الناس في جميع أنحاء إيران حول شعارَي "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي"، كما يقاتلون على أرضية الشارع ويدفعون الحراس القمعيين ويجبرونهم على التراجع، وهنا استعير مقولة "تاجيك" دبلوماسي سابق في النظام: "لقد مر المجتمع بعصر الخوف ودخل عصر الغضب"، وهناك ميزة أخرى لهذه الانتفاضة، والتي كانت مثيرة للإعجاب في الأسبوع الخامس والسادس، هي اتساع وتعميق الانتفاضة، حيث غطت الانتفاضة ما يقرب من 200 مدينة إيرانية وامتدت إلى أطراف المدن، وقد انضمت جميع الطبقات المختلفة إلى هذه الانتفاضة، أصبحت شعارات "الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد خامنئي" و"الموت للديكتاتور والموت لخامنئي" شعارات وطنية.
هناك تضارُب بين الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية لعدد الضحايا.. فأين الحقيقة؟
النظام الحاكم في إيران تسبب في مصرع ما لا يقل عن 400 مواطن، وفي يوم واحد فقط، قتل حوالي 100 من أبناء البلوش، من بينهم 28 طفلاً، في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان.
ونشرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أسماء 241 شهيدًا من بين 400 شهيد، بينهم 28 شخصًا دون سن 18 عامًا، واعتقل النظام أكثر من 20 ألف شخص، بالإضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من النساء والفتيات بين الشهداء والجرحى والمعتقلين، ورغم عمليات القتل والتعذيب والاعتقالات، لم يتمكن النظام من وقف الانتفاضة، حيث إن خوف الإيرانيين تم استبداله بشكل لا رجعة فيه بخوف النظام من الإطاحة به، كما تم تنظيم هذه المظاهرات بشكل متزايد واستهدفت قلب نظام الملالي، أي الإطاحة بهم.
الجميع شاهد رد الفعل الوحشي للنظام.. فما هو تأثير الاحتجاجات على النظام؟
مع مرور خمسة أسابيع والدخول في الأسبوع السادس على بدء الانتفاضة، بناءً على المعلومات، يمكن تقييم ضربات الثوار ووحدات المقاومة ضد القوات القمعية على أنها ثورة وليست احتجاجات غاضبة فقط كما أنها مستمرة، كما تولى حرس الملالي قيادة القمع منذ الأيام الأولى للانتفاضة، لكنه فشل حتى هذه اللحظة ولم يتمكن من إطفاء نيران الانتفاضة، من ناحية أخرى، خلق استمرار الانتفاضة تناقضات كثيرة للنظام، وانعكس ذلك على تصريحات غريب أبادي نائب رئيس السلطة القضائية في نظام الملالي، عندما قال: إن مثيري الشغب دمروا حتى الآن أكثر من 1300 مبنى وسيارة من بينها دراجات نارية وسيارات ومصارف، وقُتل نحو ثلاثين من قواتنا وأصيب نحو خمسة آلاف من قوات حفظ النظام، تسببت هذه الانتفاضة في تراجع وانهيار قوات النظام، حيث أبلغ قائد حرس الملالي حسين سلامي خلال بيان سري لقواته أن: "بالتنسيق مع حماية المخابرات، يجب الامتناع عن استخدام الموظفين غير المتحمسين والساخطين والمترددين في مكافحة الشغب ومنع تواجدهم في عمليات التهدئة".
هل ينجح الشعب الإيراني في تحقيق مطالبه إذا ما استمرت الانتفاضة الشعبية؟
فقدت قوات النظام معنوياتها، وتشير التقارير الواردة من مراكز القوى القمعية إلى انهيار بعض عناصر الباسيج وتركهم لصفوفها، إن التركيز الآن على مطلب، هو رفض النظام كليا بشعار الموت لخامنئي، حيث أصبح المطلب مخيفًا جدا للنظام، بعد 5 أسابيع وعلى الرغم من استخدام أساليب وتكتيكات مختلفة والقمع الشديد من قبل حرس الملالي، لم يتمكن النظام من إخماد الانتفاضة، وحتى طلاب المدارس يرددون بشكل متزايد شعار الموت للديكتاتور بالإضافة إلى الإضراب العام، الانتفاضة تتعمق يوما بعد يوم، حتى أن الطلاب والثوار في مدن مختلفة يصرخون، "لا تسمي هذا احتجاجا، هذه ثورة"، فالمطلب الرئيسي لجميع الثوار هو الإطاحة بالنظام وتغييره، وكما تعرف النساء الإيرانيات جيدًا أن حرية الاختيار في جميع المجالات الشخصية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك حرية الملابس والحق في المشاركة السياسية والاجتماعية، لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الإطاحة بالطغيان الديني في إيران،لذلك، فإن إرادتهم في محاربة النظام هي من أجل حرية جميع الشعب الإيراني، وحدة الشعب الإيراني اليوم لإسقاط الاستبداد الديني وضمان المساواة والعدالة في إيران غدًا.
ماذا تحمل الأيام القادمة من سيناريوهات في ظل استمرار الاحتجاجات؟
إيران على وشك تغيير كبير، في حين أن النظام قد يلجأ إلى المزيد من العنف، لكن أحداث الأسابيع الخمسة الماضية، خاصة الروح القتالية لجيل الشباب، ووجود وحدات مقاومة منظمة في جميع أنحاء البلاد، والدعم العام من الشعب الإيراني، تظهر أن الانتفاضة دخلت مرحلة جديدة، وأن نظام الملالي أضعف بكثير من أي وقت مضى، كما أن هناك توترات متزايدة في صفوف القوات الأمنية، وهذا هو السبب الذي يجعل الملالي بحاجة إلى الاعتماد أكثر على الحرس الثوري الإيراني من أجل بقائهم، في هذه الانتفاضة، لا تطالب بأي مطالب على الإطلاق من النظام، سوى إسقاطه، لذلك تركزت جهود النظام وتنظير المتواطئين معه على اعتبار هذه الانتفاضة احتجاجًا وانتقادًا لمؤسسة النظام هذه أو تلك، أو مطلبًا للحياة والسعادة والرفاهية، أو مجرد إلغاء دورية الإرشاد من بعض مسؤوليها، لكن في الشوارع لا تسمع شعارات سوى شعارات إسقاط النظام بأكمله والموت الديكتاتور والاستعداد للحرب والمعركة: شعارات مثل "هذا العام، عام الدم سيد علي الساقط" و "نحن رجال ونساء حرب، قاتل كي نقاتل!" يمكن سماعها يوميا في مظاهرات الشعب الإيراني.