بعد استهداف فندق مقديشو.. ما هو الدور التركي في عمليات حركة الشباب؟
استهدفت حركة الشباب بالصومال فندق مقديشو بدعم تركي
نجحت القوات الصومالية في إحباط الهجوم الذي شنّته جماعة الشباب الإرهابية على فندق في مقديشو، وهاجمت الحركة الإرهابية الفندق وبداخله شخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى بالإضافة إلى بعض كبار رجال الأعمال حيث يقام في الفندق مناسبات خاصة عديدة تجعله دائم الازدحام.
إدانات دولية
ودانت الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، ودولة الإمارات بالإضافة إلى الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، الهجوم بشدة، وتعهدت السفارة الأميركية "بمواصلة دعم الصومال لمحاسبة القتلة"، وفي حيّ «حمر ججب» في العاصمة الصومالية، تساقطت قذائف أمس السبت أسفرت عن إصابة 20 شخصا منهم أطفال، حسبما قال المسؤول عن إدارة الحيّ موكاويي مودي لوكالة فرانس برس، وقال: "من بين الأشخاص المصابين بجروح بالغة، امرأة متزوجة وزوجها، بالإضافة إلى عائلة" مؤلفة من أبوين وأطفالهما الثلاثة، ولم تتبنّ أي جهة الهجوم بعد، وأوضح مدير المستشفى الرئيسي في مقديشو محمد عبدالرحمن جامع أن 40 شخصًا على الأقل أصيبوا في اعتداء الفندق وفي القصف على حيّ حمر ججب يتلقون العلاج في المستشفى.
يذكر أن عناصر حركة الشباب الإرهابية طردوا من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة، وأعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في جماعة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.
مشاهد مؤلمة
تقول حياة علي، إحدى شهود حادث الفندق، إن القوات الأمنية عثرت على ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين الأربعة أعوام إلى السبعة، مختبئين في مراحيض الفندق في حالة صدمة ولم تتحسن حالتهم إلا بحضور أسرهم لاستلامهم، في السياق ذاته، يقول حسين علي، وهو ناجٍ آخر، لوكالة فرانس برس إنه أدى صلاة المغرب مع رفاق له ثم توجهوا لشرب الشاي في إحدى باحات الفندق حين سمعوا الانفجارات الأولى، وأضاف "تمكّنت من الهرب إلى بوابة خروج قريبة، بعيدًا من المسلحين. بدأ هؤلاء بإطلاق النار وسمعت أصوات الطلقات خلفي، ولكن بفضل الله تمكنا من الفرار"، متابعًا، "توفي الذين فضلوا الاختباء داخل المبنى، وبينهم أحد زملائي".
دعم تركي لـ«الشباب»
في سياق متصل، أشارت أدلة عديدة إلى علاقة النظام التركي بالتنظيمات المتطرفة في الصومال، حيث كشفت معلومات مستقاة من وثائق قضائية أن وكالة الاستخبارات التركية أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينا سابقا في معتقل "غوانتانامو"، تلك المعلومات التي توافقت مع معلومات أخرى كشفها مركز أبحاث في السويد أن تقارير أمنية أميركية أكدت أن تمويل تركيا للمنظمات المتطرفة ساهم في توسيع نفوذ الجماعات الإرهابية في الصومال البلد الإفريقي الغارق في الأزمات.
في السياق ذاته، ذكر موقع "نورديك مونيتور"، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، أن الحكومة الأميركية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الاستخبارات التركية إلى "الشباب"، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.