خليفة السنوار في حركة حماس.. من هو القائد الآن؟
خليفة السنوار في حركة حماس.. من هو القائد الآن؟
تشير بيانات صادرة عن حركة حماس، خلال الأيام الماضية، إلى ظهور قائد جديد على رأس الحركة في قطاع غزة. هذه التطورات جاءت بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس الحركة في القطاع، في غارة إسرائيلية خلال أكتوبر الماضي.
توقيع غير مألوف يكشف الهوية
أصدرت حركة حماس بيانًا مؤخرًا، موقعًا باسم خليل الحية كرئيس للحركة في قطاع غزة. هذا التوقيع الذي برز للمرة الأولى أكد بشكل غير مباشر انتقال قيادة الحركة في القطاع إلى الحية، الذي كان نائبًا ليحيى السنوار.
كان السنوار قد عُين رئيسًا للحركة في مارس الماضي، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي لقي مصرعه في غارة استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، أواخر يوليو الماضي.
في بيانه الأخير، أشار الحية، أن "قطاع غزة دخل مرحلة جديدة"، في إشارة قد تحمل دلالات على تغييرات استراتيجية في النهج السياسي والعسكري للحركة، في ظل التصعيد المستمر مع إسرائيل.
الدور البارز لخليل الحية
خليل الحية ليس وجهًا جديدًا في قيادة حركة حماس. فقد شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ أغسطس 2024، خلفًا لصالح العاروري، الذي قتل بدوره في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
الحية كان من أبرز الأسماء المرشحة لخلافة السنوار في قيادة الحركة في غزة. وكان له دور بارز في مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة مع إسرائيل، حيث قاد وفد الحركة في هذه المفاوضات؛ مما يعكس مكانته المؤثرة داخل أروقة القرار في حماس.
مسيرة سياسية وعسكرية
الحية يُعد من القادة البارزين داخل حركة حماس، حيث عرف بخبرته السياسية والعسكرية على حد سواء. على مدار سنوات، شارك في صياغة استراتيجيات الحركة وتوجيهها، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي تواجه قطاع غزة.
بصفته رئيسًا للحركة في القطاع، سيكون أمام الحية تحديات كبيرة، تتراوح بين إعادة ترتيب صفوف الحركة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وتعزيز الجبهة الداخلية في غزة، فضلًا عن قيادة جهود المقاومة ضد إسرائيل.
القيادة الجديدة: أفق مختلف؟
تصريحات الحية الأخيرة، إلى جانب توقيعه على بيانات الحركة كرئيس لها في القطاع، تفتح باب التساؤلات حول أولويات حماس في المرحلة المقبلة. هل ستشهد الحركة تغييرات في استراتيجيتها للتعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية؟ وكيف سيؤثر هذا التحول القيادي على الأوضاع في غزة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية؟
حماس والمرحلة الجديدة
مع دخول الحية رسميًا إلى دائرة القيادة، يبدو أن حركة حماس تستعد لمرحلة جديدة في تاريخها. تصريحات القيادة الحالية تشير إلى رغبة في تعزيز المقاومة، بالتزامن مع محاولات إعادة ترميم العلاقات الإقليمية والدولية التي تأثرت بالأحداث الأخيرة.
الحية، الذي يجمع بين الخبرة السياسية والمرونة التفاوضية، سيكون عليه توجيه دفة الحركة في ظل ظروف غير مستقرة، ما يضعه أمام مسؤولية تاريخية ثقيلة.
وصعود خليل الحية إلى قيادة حركة حماس في قطاع غزة يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تواجه الحركة تحديات غير مسبوقة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. يبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر هذه القيادة الجديدة على مسار الحركة ومستقبل القطاع المحاصر؟
الحية اليوم يمثل أحد أركان مرحلة جديدة لحماس، تحمل معها تغييرات محتملة قد تعيد تشكيل موازين القوى في قطاع غزة والمنطقة بأكملها.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب: إن تولي خليل الحية قيادة حركة حماس في قطاع غزة يشير إلى استمرار التوجه التصعيدي للحركة، والحية يُعرف بمواقفه الحازمة ودوره البارز في إدارة الأزمات والمفاوضات، ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد تعزيزًا للمقاومة، مع محاولات لإعادة التوازن على الساحة الإقليمية.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن مقتل يحيى السنوار كان ضربة قوية لحماس، وتعيين الحية خلفًا له يظهر قدرة الحركة على التعافي السريع.
الحية يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع إسرائيل، خاصة في مفاوضات وقف إطلاق النار؛ مما يجعله شخصية محورية في المرحلة القادمة.