خبراء يكشفون دلالات زيارة أمير قطر للقاهرة في هذا التوقيت
يزور أمير قطر القاهرة في مرحلة من التودد إلي مصر
عقب سنوات من التنصل القطري، ودعم الجماعات الإرهابية، وبعد أعوام من الترويج ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدم الاعتراف به.
زيارة تميم إلى مصر
يتوجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى مصر في زيارة رسمية تعد الأولى منذ سنوات للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى مدار الأشهر الماضية شهدت العلاقات المصرية القطرية العديد من التطورات، منذ توقيع بيان قمة العلا بالمملكة العربية السعودية العام الماضي، وفي مايو الماضي، التقى السفير عمرو الشربيني، سفير جمهورية مصر العربية في الدوحة، بالسيدة لولوة الخاطر مساعد وزير الخارجية القطري.
اللقاء المرتقب يفتح الباب للعديد من التساؤلات أبرزها التأكيد على أهمية مصر في قيادة الحلف العربي الجديد من عدة دول محورية منها قطر، لوضع رؤية واقعية، وتنسيق سياسي في الملفات التي تهم البلدين ومنطقة الخليج، قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وخاصة أن قطر لاعب رئيسي في ملف الغاز كثالث أكبر دولة مصدرة.
وأيضاً الزيارة تأتي بعد سنوات من الخلاف المصري القطري، وذلك بعد انهيار تركيا التي كانت داعمة للأخيرة، وهو ما يؤكد على أن قطر ليس أمامها سوى قادة الوطن العربي.
استكمالاً لتسوية الخلافات
ويؤكد الدكتور مختار غباشي، نائب مدير المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، تعتبر زيارة الأمير تميم إلى مصر استكمالا لتسوية الخلافات الماضية بين مصر وقطر وكان معها المملكة العربية السعودية والبحرين، بسبب دعم قطر للجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أنه تم تسوية هذا الملف باتفاقية العلا أو ما هو الأقرب للاتفاق، كما هو من المقرر أن الأمور ترجع إلى طبيعتها.
كما أوضح غباشي أن المنطقة العربية في حالة استنفار استعدادا لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن منتصف الشهر المقبل للمملكة العربية السعودية، وعقد القمة العربية والخليجية في السعودية، والتي لها أحداث كثيرة ومتعددة، واجتماعه مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، والتي سيتم التحضير إليها على أعلى مستوى، فطبيعي خلال هذه الفترة أن يأتي إلى مصر ولي العهد السعودي والملك الأردني والعاهل البحريني وغيرهم، فضلا عن زيارة الأمير تميم لمصر، فقد تعتبر قطر من الدول الهامة، حيث تمتلك أكبر حقل للغاز المسال على مستوى العالم، ولها وزنها في مجلس التعاون الخليجي.
وأكد غباشي قائلاً: كما يُعتبر ذلك اللقاء ليس الأول بين الأمير القطري والرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد حصلت لقاءات سابقة وهناك اتصالات بين الطرفين.
ويرى نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن العلاقات المتميزة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي والتي من بينها قطر، فمن الأفضل تعزيز تلك العلاقات.
الأمن القومي العربي
كما أن مصر دائما تتحدث بأن دول مجلس التعاون الخليجي جزء من منظومة الأمن القومي المصري، ومن ضمن دول مجلس التعاون الخليجي قطر.
ويري غباشي أن قطر من الأفضل لها أن تكون من ضمن منظومة الأمن القومي العربي بدلا من ذهابها إلى أيدي إيران وتركيا.
فيما لفت إلى أن تحسين علاقة مصر بقطر وتحسين علاقة قطر بدول مجلس التعاون الخليجي وتحسين دول العالم العربي بعضه ببعضه أرجح للأمن القومي العربي، فبالتأكيد زيارة أمير قطر زيارة هامة، ومؤكد أن ذلك مرتبط بزيارة بايدن، وفضلا عن الزيارة بين الدولتين وتطويرها، وآليات التعامل المستقبلي، بمنظومة الأمن القومي العربي والقوى الإقليمية والدولية، كما أن لقطر تعاملات جيدة مع تركيا وإيران، كما أنه عندما زار ولي العهد السعودي الدول العربية زار مصر والأردن ثم تركيا فهناك شكل من أشكال تحسين العلاقات وتوازن العالم العربي للقوى الإقليمية والعربية وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الأمن القومي العربي.