تعليق مؤقت لاتفاق التعاون الشامل بين روسيا وإيران
تعليق مؤقت لاتفاق التعاون الشامل بين روسيا وإيران
على الرغم من أن السياسات الروسية والإيرانية متوافقة مع التضاد الخاص بالغرب، خاصة الولايات المتحدة وحلفاؤها مما قد وضع البلدان في معسكر واحد أمام القوى الأمريكية التي تفرض عقوبات متتالية على البلدان بشكل مستدام، وكذلك تحاول وبشكل عام وقف المشروع النووي الإيراني.
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، وكان إيران من أكبر داعمي روسيا في الحرب وظهرت أيضاً الطائرات المسيرة الإيرانية المستخدمة من قبل روسيا في الهجمات على الجانب الأوكراني المدعوم من الغرب، ولكن ما حدث مؤخرًا من تعليق اتفاق التعاون الشامل بين البلدين قد يضع عدة دلالات في الآونة الحالية علي مواقف البلدان وكيف سيكون الوضع مستقبلاً.
تعليق من جانب روسيا
وقد أكدت وسائل الإعلام الروسية، صباح الثلاثاء، نقلًا عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أن اتفاقًا جديدًا بين موسكو وطهران للتعاون الشامل جرى تعليقه مؤقتًا بسبب مشاكل تواجه الشركاء الإيرانيين، ونقلت الوكالة عن زامير كابولوف المسؤول بوزارة الخارجية القول: "هذا قرار استراتيجي لقيادة البلدين"، وأضاف أن "العملية، توقفت بسبب المشاكل التي تواجه شركاءنا الإيرانيين".
الاتفاق الروسي الإيراني كان اتفاق استراتيجي بين روسيا وإيران ظهر في سبتمبر 2022 عندما ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي هذه القضية على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في سمرقند.
صمتًا إيرانيًا
ولم يصدر تعليق بعد من الجانب الإيراني، على الرغم من أن العلاقات كانت جيدة للغاية بين البلدين، وقد عبر عن ذلك أكد ضمير كابولوف مدير الإدارة الآسيوية الثانية في الخارجية الروسية، أن قرار إبرام اتفاق تعاون شامل مع طهران استراتيجي ولم يفقد زخمه، ولكنه توقف حاليًا بسبب مشاكل عند الجانب الإيراني.
وقال كابولوف لوكالة "نوفوستي": إنه تم تعليق العملية بسبب مشاكل عند الشركاء الإيرانيين، ولكن هذا القرار استراتيجي وسيجري استكماله"، وأضاف: "العملية توقفت بالطبع وليس لدي أدنى شك في أنه سيتم الانتهاء منه والاتفاق على نص الاتفاقية وبعد ذلك سوف يتخذ قادة البلدين قرارًا بشأن موعد ومكان التوقيع".
وأكد المحلل السياسي الإيراني حسن هاشيمان، أن إيران وروسيا لديهم علاقات مميزة ممتدة وتربطها قواعد مثل العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية والمشروع النووي والمساعدات الإيرانية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا ولكن في نفس الوقت روسيا لم تتخذ أي قرار دون النظر لأن يكون هناك أخطاء من النظام الإيراني تجاه سياسات روسيا.
وأضاف هاشيمان - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن بالرغم من تصريحات الرئيس بوتين عقب مقتل رئيسي، في مايو الماضي، إن موسكو "لا تتوقع حدوث تغير" في علاقاتها مع طهران، ولكن ذلك حدث سريعًا حيث هناك أنظار تتجه نحو تغير إيران لسياساتها مع الغرب لبحث رؤى جديدة نحو المشروع النووي من أجل إستكماله.
وأكد أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن صمت إيران حتى الآن له دلالة كبرى في الموقف الحالي، خاصة وإن روسيا أعلنت ذلك بشكل شبه رسمي، والموقف يدل على عدم وجود خلافات، ولكن عدم وضوح رؤية من الجانب الإيراني للاستراتيجية الجديدة، خاصة بعد مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث الطائرة الشهير.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن التقارب الروسي الايراني في السنوات القليلة الماضية ضد ما تعتبر أنه سياسة خارجية أميركية مضرة في مسعى لإقامة ما تصفانه بنظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة، حسب رؤية الجانبين، ولكن في نفس الوقت تسعى إيران لاستكمال برنامجها النووي حالياً، وما حدث قد يتغير مستقبلاً ويكون بشكل أقل لصالح روسيا نفسها.