حرب المخدرات على الحدود السورية الأردنية.. تجارة الكبتاجون تهدد استقرار المنطقة

حرب المخدرات على الحدود السورية الأردنية.. تجارة الكبتاجون تهدد استقرار المنطقة

حرب المخدرات على الحدود السورية الأردنية.. تجارة الكبتاجون تهدد استقرار المنطقة
الكبتاجون

يمثل انتشار الكبتاجون تحديًا للولايات المتحدة وحلفائها، خاصة الأردن والسعودية، حيث أدى تزايد تهريب المخدرات إلى زعزعة الاستقرار الأمني.

وقد قال مسؤول أمني أردني كبير: إن الأردن نشر ثلث جيشه للمساعدة في مواجهة تدفق المخدرات والأسلحة عبر الحدود مع سوريا، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

عقوبات أمريكية


تشير تقديرات معهد نيولاينز إلى أن سوق الكبتاجون العالمية تُقدر بـ 5.7 مليار دولار، مما يضعها على قدم المساواة مع سوق الكوكايين في أوروبا، ويقول المعهد: إن نظام الأسد يجني نحو 2.4 مليار دولار سنوياً، وهو ما يعادل ربع الناتج المحلي الإجمالي لسوريا.

وفي الوقت الذي تتوسع فيه تجارة الكبتاجون، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة أفراد لدورهم في إنتاج الكبتاجون وتهريبه لصالح النظام السوري وحزب الله، من بين هؤلاء مالك مصنع يُتهم بتصدير كميات ضخمة من الكبتاجون إلى أوروبا، حيث يتم إعادة توزيعها إلى الخليج.

وشهدت الحدود الأردنية السورية مؤخراً تصاعداً في عمليات ضبط الكبتاجون، تزامناً مع الصراع بين إسرائيل وحماس، ويعزو المسؤولون الأميركيون هذا الازدياد إلى تزايد تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية.

يبدو أن إنتاج المخدرات يتم بإشراف الفرقة الرابعة المدرعة والتي تتحكم في عمليات إنتاج وتوزيع الكبتاجون عبر شبكات تهريب معقدة.

اختراق الطبقات الاجتماعية


وأكدت الصحيفة، أن هذا العقار يخترق الطبقات الاجتماعية والحدود. فهو يستخدمه سائقو سيارات الأجرة الذين يعملون في نوبات ليلية متأخرة، ومقاتلو الميليشيات الذين يبحثون عن الشجاعة، والطلاب الذين يدرسون للامتحانات، والمديرون التنفيذيون رفيعو المستوى الذين يرغبون في العمل أو الحفلات لساعات طويلة.

وتابعت، أن كل هذا يضاف إلى تجارة المخدرات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والتي تغذي المزيد من الصراعات في المنطقة.

واصطفت الأموال من تهريب المخدرات في جيوب الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، الذي أنفق مبالغ هائلة من عائداته على الأسلحة لمحاربة إسرائيل، ونفت سوريا أي تورط لها في تجارة المخدرات.

زعزعة الاستقرار


ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن تجارة الكبتاجون تقوض عقوداً من الاستقرار النسبي في الأردن والمملكة العربية السعودية، الحليفين الأميركيين الأساسيين.

وقال مسؤول أمني أردني كبير: إن الأردن نشر نحو ثلث جيشه للمساعدة في الحد من تدفق المخدرات عبر حدوده مع سوريا، فضلاً عن الأسلحة التي يتم تهريبها من قبل نفس الشبكات.

ويقول المسؤولون والباحثون: إن جزءاً كبيراً من الإنتاج يتم في سوريا، وبعضه في لبنان، وقد ينقل المهربون المخدرات من سوريا عبر المعبر الرسمي إلى الأردن عن طريق تخزينها في شاحنات، أو عن طريق استئجار النساء والأطفال لحشو الحبوب في قمصانهم أو أحذيتهم.

وفي الصحراء، يستخدم المهربون المقاليع لإلقاء المخدرات فوق جدران الحدود أو الطائرات بدون طيار، أو يذهبون ببساطة سيراً على الأقدام، وخاصة في فصل الشتاء عندما يقلل الضباب والغبار من الرؤية في الليل إلى حوالي ياردة.

وأشارت إلى أن الكبتاجون هو الاسم التجاري لمخدر تم تصنيعه في الأصل في ألمانيا في الستينيات لعلاج الخدار والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه، ثم تم حظره في معظم البلدان في عام 1986، ونقلت الجماعات الإجرامية البلغارية الإنتاج إلى وادي البقاع في لبنان، معقل حزب الله، في التسعينيات.

وقدر المسؤول الأمني الأردني، أن المخدرات بقيمة 8 إلى 10 مليارات دولار تعبر الحدود من سوريا كل عام، ينقلها سوريون فقراء يصل دخلهم إلى 10 آلاف دولار في كل عملية.

وأضاف المسؤول: أن حزب الله يساعد في تسهيل الاتجار في المناطق الخاضعة لسيطرته، ويؤمن منازل تجار المخدرات في جنوب سوريا.