ضعف وذعر.. ما وراء تهديد إيران بالأسلحة النووية بعد تدمير دفاعتها الجوية؟
ضعف وذعر.. ما وراء تهديد إيران بالأسلحة النووية بعد تدمير دفاعتها الجوية؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تبعات الهجوم الإسرائيلي على إيران، والذي دمر دفاعتها الجوية وجعل المنشآت النفطية والنووية مكشوفة دون حماية، حيث تخشى الإدارة الأمريكية بأن تلجأ إيران إلى الأسلحة النووية كمحاولة لردع أي هجوم إسرائيلي بعد تدمير دفاعاته الجوية ومنصات الصواريخ ومصانع إنتاج الوقود الصلب.
ضعف إيران
ويقول المسؤولون الأميركيون، إنهم لا يرون أي دليل على قرار سياسي من جانب الإيرانيين بالتسابق للحصول على سلاح.
وأكد أحد كبار المسؤولين الأميركيين، أن الدول تبني الأسلحة النووية عندما تشعر بالضعف، واليوم، هذا هو بالضبط الشعور الوطني لإيران.
وتابعت الصحيفة، أن بعد الهجوم على المنشأت العسكرية الإيرانية، أصبح القادة في طهران يشعرون بالخوف من عدم القدرة على الدفاع عن العاصمة طهران، وكان هذا الشعور بالضعف مرتفعاً بالفعل، بعد اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
كانت المفاجأة بالنسبة للإيرانيين هي مجموعة من الضربات التي استهدفت حوالي 12 خلاطًا للوقود، ودمرت الدفاعات الجوية التي تحمي عدة مصافي نفط وبتروكيماويات حيوية، وفقاً لمسؤول أمريكي رفيع المستوى واثنين من المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لمناقشة التخطيط الداخلي.
وأضافت الصحيفة، أنه دون القدرة على مزج الوقود، لا تستطيع إيران إنتاج المزيد من نوع الصواريخ الباليستية التي أطلقتها ضد إسرائيل في 1 أكتوبر، والتي كانت السبب المباشر وراء الضربة الإسرائيلية، وقد يستغرق استبدال هذه الخلاطات أكثر من عام من الموردين مثل الصين.
مخاوف أمريكية
وأضافت الصحيفة، أنه بحلول يوم السبت، كان المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يدعون إلى نجاح كبير، لكن خلف هذا الشعور بالرضا عن المكاسب التكتيكية يكمن قلق على المدى الطويل، فمع تحول الدفاعات الجوية في إيران إلى كتل من الدخان، يخشى الكثيرون أن يخلص القادة الإيرانيون إلى أنه لم يتبق لديهم سوى وسيلة دفاع واحدة: السباق للحصول على سلاح نووي.
وتابعت، أن هذا ما سعى إليه الاستراتيجيون الأمريكيون بشدة لتجنبه على مدى خمسة وعشرين عاماً، مستخدمين التخريب، والهجمات السيبرانية، والدبلوماسية لمنع طهران من عبور العتبة لتصبح قوة نووية كاملة.
وأضافت، أنه على الرغم من أن إسرائيل لم تستهدف المنشآت النفطية أو النووية، فإن تدمير الدفاعات الجوية، قد يجعل إيران تستعد للرد، بدافع من الكبرياء المجروح، لن يسمحوا ببساطة بأن تمر الضربة دون رد.
وأمر الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات الأمريكية في المنطقة بأن تكون في حالة تأهب أعلى، خاصة تلك الموجودة في العراق وسوريا التي قد تكون أهدافًا للانتقام الإيراني.
ونشرت القوات الأمريكية الأسبوع الماضي وحدة إضافية للدفاع الجوي أُرسلت إلى إسرائيل، كما شهد الخليج وصول أسراب إضافية من طائرات F-16 وF-15E وA-10 Warthogs لتعزيز القوة الجوية القائمة.
وورد أن القائد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، كان يجتمع مع رتب عليا من الحرس الثوري لتحديد خطواته التالية، وقد اتخذ نبرة محسوبة في تصريحاته الأولى عن الهجمات، حيث قال: إنه يجب عدم "تضخيم" أو "تقليل" الحدث.
وبصرف النظر عن التحذيرات الغامضة من مسؤولين إيرانيين آخرين بشأن الدفاع عن سيادة البلاد، لم يكن هناك دليل على اتخاذ أي قرار بشأن الرد.