هزائم متتالية للإخوان بالمنطقة آخرها في الجزائر.. ما أسباب التراجع؟
تلقت جماعة الإخوان في المنطقة ضربات متتالية
صفعات وهزائم متتالية شهدتها جماعة الإخوان في الجزائر بعد إعلان نتائج انتخابات المحليات، والتي شهدت فيها خسارة فادحة لتكتب الهزيمة الثانية لتيارات الإخوان خلال العام الحالي، بعد خسارة الانتخابات التشريعية.
وتراجعت جماعة الإخوان للمركزين الخامس والسادس في انتخابات المجالس البلدية؛ إذ حصل ما يسمى "البناء الوطني" على 1848 مقعدا، يليه ما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" بـ1820 مقعدا في المجالس البلدية.
وعن نتائج انتخابات المجالس الولائية، فقد سجلت جماعة الإخوان خسارة تاريخية أيضا؛ إذ حصلت ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" على 239 مقعدا، ثم ما يسمى بـ"حركة البناء الوطني" بـ230 مقعدا.
فشل الإخوان
يقول طارق أبو السعد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، صفعة جديدة يتلقاها الإسلام السياسي والإخوان الإرهابية في الجزائر، بعد أن أظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية تأخر حزبي الإخوان إلى المرتبة الـ5 والـ6 في الحصول على مقاعد لشغل مناصب في مجالس (1541) بلدية و(58) ولاية، في تراجع شعبي واضح وهزيمة سياسية وفكرية، تضاف إلى سلسلة الهزائم التي تلقاها الإخوان المسلمون في الفترة الماضية.
وأضاف الخبير المختص في شؤون الجماعات الإرهابية لـ"العرب مباشر": أنه بدأت سلسلة الهزائم في القاهرة عام 2013 بعد الثورة عليهم ورفض حكمهم، ثمّ خسارتهم للانتخابات في ليبيا، ثمّ الثورة الشعبية التونسية ضدهم، التي طالبت بحلّ البرلمان المسيطرين عليه، ثمّ الهزيمة الساحقة لإخوان المغرب في شهر سبتمبر الماضي، وها هي هزيمة جديدة، وربما ليست الأخيرة، في تاريخ الإخوان بالمنطقة.
وأوضح أن من دلالات خسارة الإخوان في الجزائر هي الرغبة القوية للرأي العام في إزاحة أشكال الفساد، ورفع مستوى ممثلي الشعب في كلّ المستويات، في ظلّ قوانين الانتخاب الجديدة التي توفر فرصة للمنافسة، دفعت بفئات واسعة من الشباب والمثقفين وذوي الكفاءات إلى خوض غمار الساحة السياسية".
ولفت أنه من واقع النتائج يظهر انصراف الناخب عن تأييد التيار الإسلامي كقوّة يُعوّل عليها في حلّ مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثَمّ سحب ثقته في جدارتهم السياسية؛ ما يعني عدم مشاركتهم في الحكم مستقبلاً، وربما مغادرتهم الساحة السياسية جزئياً.
وتأتي الأسباب التي كتبت هزيمة جديدة لجماعة الإخوان في الانتخابات المحلية لتكون الثانية المدوية خلال العام الحالي بعد الانتخابات التشريعية الماضية.
أسباب الخسارة
وذكرت تقارير إعلامية أن من العوامل التي أدت إلى سقوط الإخوان انتهاء العمل بنظام المحاصصة السري" الذي كانت الجماعة من أكثر المستفيدين منه طوال 3 عقود كاملة، و"الخطاب التهريجي" خلال الحملات الانتخابية الذي عاد بالأثر العكسي عليهم، و"الانتهازية" في إشارة إلى "هروب كوادرها إلى قوائم أخرى أو استقطاب تيارات إخوانية لكوادر بديلة تبحث عن المناصب، وعدم انتشار جماعة الإخوان محلياً" والذي يعد أحد أكبر العوامل التي تكشفت في انتخابات هذا العام، وأيضا قدرة المستقلين على أن يكونوا "البديل المقنع".
وأضافت التقارير: أن التيار الإخواني في الجزائر "غير مهيكل كما في كثير من الدول، والانتخابات الأخيرة أثبتت وجود أزمة كوادر بهذا التيار، وقد شهدنا هروب كثير منهم نحو قوائم مستقلة"، وعدم امتلاك الإسلاميين (الإخوان) لقاعدة شعبية كان من أبرز أسباب تراجعها في الانتخابات".