الغزو الروسي لأوكرانيا.. تفوق عسكري لبوتين وعجز غربي
شنت روسيا هجمات ضد أوكرانيا وسط ذهول المجتمع الدولي
فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بتوجيه ضربات وقصف صاروخي لأوكرانيا خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن القصف الروسي استهدف 6 مطارات من بينها مطار كييف، كما أسفر القصف عن مقتل 40 جنديًا و10 مدنيين.
قطع العلاقات
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه سيتم قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع روسيا للرد على الهجوم العسكري الأخير.
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، فإن زيلينسكي طالب العالم لتدشين تحالف مناهض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للضغط على روسيا وإجبارها على العودة لطاولة السلام .
وتابع "نحن أقوياء ومستعدون لكل شيء وسننتصر".
متطلبات ومكاسب روسية
وقال رئيس الغرفة السفلى للبرلمان الروسي إن نزع السلاح من أوكرانيا هو السبيل الوحيد لتفادي الحرب في أوروبا.
كما أعلن الجيش الروسي تحقيق الانفصاليين الموالين له مكاسب ميدانية في شرق أوكرانيا.
وفي نفس السياق، قال قائد الانفصاليين في شرق أوكرانيا: إن الهدف هو السيطرة على لوغانسك ودونيتسك بالكامل.
ذعر غربي
وبينما تستمر روسيا في قصف أوكرانيا وغزو أراضيها من ناحية الشرق، عقد سفراء الناتو اجتماعا طارئا ظهر اليوم الخميس، لبحث الأوضاع في أوكرانيا وآخر تطوراتها وكيفية ردع الغزو الروسي.
بينما أعلن البيت الأبيض عن حزمة عقوبات كبرى تنتظر روسيا للرد على العدوان العسكري على أوكرانيا.
وفي ألمانيا، تعهدت الحكومة بتقديم كافة أشكال الدعم لبولندا للمساعدة في احتواء موجة المهاجرين المتوقعة من أوكرانيا.
كما أكدت الحكومة الألمانية استعداد الاتحاد الأوروبي والناتو ومجموعة السبع لفرض عقوبات شديدة على روسيا.
سيناريو العقوبات المتوقعة
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه من المتوقع أن تعلن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية عن حزمة عقوبات جديدة وأشد صرامة من تلك التي صدرت خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأكدت الصحيفة أن العقوبات ستشمل أكبر البنوك الروسية واستهداف النظام المالي لها بهدف عزلها عن العالم.
وتابعت إن هذه العقوبات رغم أنها تبدو قوية ورادعة بالنسبة للغرب إلا أنها قد لا تكون ذات تأثير كبير في روسيا.
وأضافت أن بوتين نجح منذ أوائل القرن الحالي في بناء صمامات دفاعية للاقتصاد الروسي ضد أي عقوبات غربية، كما أن اعتماد الغرب على الغاز الروسي يحول دون فرض عقوبات كبرى.
وأشارت إلى أن فرض الغرب الكثير من العقوبات الاقتصادية على روسيا جعلها معتادة على مثل هذه الأمور حيث كيفت موسكو أوضاعها المالية والاقتصادية على هذا النحو وأبرمت شركات كبرى مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
القدرات العسكرية
بحسب موقع "جلوبال فاير باور" العسكري الأميركي، فإن روسيا تحتل المرتبة الثانية من حيث القوة العسكرية بينما تحتل أوكرانيا المرتبة الـ 22.
وقال الموقع إن القدرات العسكرية الروسية تفوق نظيرتها الأوكرانية بمراحل، حيث حجم الجيش الروسي 850 ألف فرد مقابل 250 ألف فرد في أوكرانيا.
كما تمتلك روسيا أكثر من 4100 طائرة، مع 772 مقاتلة، مقابل 318 طائرة فقط، و 69 طائرة مقاتلة فقط في أوكرانيا.
وأكد الموقع أن روسيا لديها 12500 دبابة وأكثر من 30 ألف عربة مصفحة، مقابل 2600 دبابة و12 ألف عربة مدرعة فقط في أوكرانيا، كما تمتلك روسيا حوالَيْ 14 ألف بندقية مدفعية ذاتية الدفع، أما أوكرانيا فلديها ما يقرب من 3 آلاف بندقية فقط.
تغيرات السياسة الدولية
وقال هاني سليمان خبير في الشؤون الدولية إن العالم يشهد عملية تحول وفترة انتقالية طال أمدها بين إعادة تعريف الأحادية القطبية والتعددية القطبية.
وتابع إن النظام الدولي في مرحلة تشكل ويمر بمرحلة انتقالية شديدة الحساسية وأحد أهم الفعّالين الآن هي روسيا التي لا تسعى لإحياء الاتحاد السوفيتي وإنما استعادة نفوذ وتوسيع الإمبراطورية الروسية، بينما يحاول الغرب سحب البساط من روسيا كما حدث في سورية وليبيا ولكن موسكو حققت نجاحات كبرى.
وأضاف أن كافة المحاولات الأوروبية والأميركية لم تنجح حتى الآن حيث تمتلك روسيا العديد من أدوات الضغط والمراوغة ولا يؤثر عليها الاقتصاد والطاقة التي تستخدمها أوروبا كذريعة للعقوبات.
وأشار إلى أن العملية العسكرية الروسية هي محاولة لضبط موازنات القوة وإعادة هندسة مصالحها وأمنها القومي ومعادلات المصالح في مناطق نفوذها مع الولايات المتحدة وبناء على هذه العملية سيتم تغيير شكل الخريطة الدولية خصوصا وأن الإدارة الأميركية الحالية مرتعشة وضعيفة وهو ما ظهر في الأزمة الأفغانية وأوكرانيا.
سيناريوهات العملية
وقال سليمان إن هناك عدة سيناريوهات للعملية، فقد تكون هذه مجرد ضربات محدودة لحفظ ماء الوجه وقد يكون غزوًا واسعًا النطاق، فكل شيء يعتمد على قدرات روسيا العسكرية وتحركات الأطراف الأخرى.
وتابع إن السيناريوهات المتوقعة تحتمل ما بين التصعيد أو ضبط النفس، وهذا يتوقف على رد الفعل الدولي والوساطة الدولية ومدى قدرة روسيا على المضي قدما ورد فعل الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف أن العملية على الأرجح ستقتصر على القصف لحفظ ماء الوجه الروسي والمزيد من الضغط على الغرب والخروج بأقل الخسائر.
التداعيات على الشرق الأوسط
وأكد سليمان أنه ستكون هناك تداعيات على الشرق الأوسط ومصر وتختلف ما بين سياسية وأمنية واقتصادية .
وتابع أنه من الناحية السياسية فسيكون هناك تأزم بالتأكيد، فالنظام الدولي معرض لهزة كبيرة وستكون هناك حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار وربما يصل الأمر للتصعيد ما يضع المنطقة في حالة الاستعداد وسيكون هناك نوع من الاستقطاب، وعلى مصر التعامل بحكمة مع الأمر.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أنه سيكون هناك تأثيرات شديدة على واردات القمح وواردات الغاز ويمكن أن تستفيد مصر من هذه الأزمة كمورد دولي محتمل للغاز إذا استمرت الأزمة لفترة طويلة.