إسرائيل تبلغ واشنطن بخطة إخلاء رفح.. ما التفاصيل؟
إسرائيل تبلغ واشنطن بخطة إخلاء رفح
في تطور جديد يُعيد رسم خريطة الأزمات في الشرق الأوسط، أفادت تقارير من موقع "بوليتيكو"، أن الجيش الإسرائيلي قد أبلغ الحكومة الأميركية ومنظمات الإغاثة الدولية بخطة لإخلاء سكان رفح، وهي منطقة حيوية في قطاع غزة، قبل عملية عسكرية محتملة.
*الإخلاء المُعلن والنفي الأميركي*
تُشير المعلومات المُستقاة من مصادر مطلعة، إلى أن الجيش الإسرائيلي قد قام بخطوة استباقية، حيث أرسل خرائط تفصيلية للمنطقة إلى الفِرق العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية.
هذه الخرائط تُظهر بوضوح خطة النقل المُقترحة التي تهدف إلى إعادة توطين سكان رفح إلى منطقة المواصي، وهي منطقة جغرافية محدودة الامتداد في الجنوب، تُعتبر نقطة تجمع مؤقتة في ظل الظروف الراهنة.
من جهة أخرى، يُظهر البيت الأبيض موقفًا يتسم بالحذر والتحفظ، حيث نفى مسؤولوه الاطلاع على أي خطط إسرائيلية شاملة تتعلق بعمليات عسكرية مزمعة في المنطقة.
وفي سياق متصل، تُكرر إدارة الرئيس جو بايدن دعواتها للحكومة الإسرائيلية بضرورة تجنب أي تحركات قد تؤدي إلى غزو رفح، مُشددة على أهمية وضع خطط محكمة لضمان حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات النزاع المسلح.
*تحذيرات دولية ومقترحات للهدنة*
في السياق ذاته، تتزايد المخاوف الدولية بشأن الوضع في رفح، حيث تُشير التحذيرات إلى احتمال وقوع "مذبحة" في حال تقدم القوات الإسرائيلية نحو هذه المنطقة الحيوية، تُعتبر رفح نقطة مركزية للإغاثة في قطاع غزة، وأي تحرك عسكري قد يُعرقل بشكل كبير الجهود الإنسانية الجارية لمساعدة السكان المتضررين.
ويرى مراقبون أن - في خضم هذه التوترات - مقترح الهدنة بين حماس وإسرائيل قد يُسهم في تخفيف حدة الصراع، حيث يُنظر إلى هذا المقترح على أنه فرصة لإطلاق سراح رهائن يُحتجزون لدى حماس، وهو ما قد يُمثل خطوة نحو تحقيق الاستقرار.
ومع ذلك، تُعبر الإشارات الصادرة عن إسرائيل عن احتمالية اجتياح وشيك لرفح، التي يُنظر إليها كمعقل استراتيجي لحماس وملجأ لعدد كبير من النازحين، هذا الوضع يُثير القلق بشأن مصير السكان ويُحتم على المجتمع الدولي البحث عن حلول عاجلة لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.
*الوضع الإنساني المُقلق*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن رفح التي أصبحت ملاذًا لنحو مليون نازح، تقف على حافة أزمة إنسانية قد تُثير تداعيات واسعة النطاق.
وأضاف - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن الأوضاع تحتاج لتهدئة عاجلة فلا يكفي مراقبة المجتمع الدولي لمصير هؤلاء النازحين أو مطالبته بحلول تضمن سلامتهم.
وأضاف فهمي، أن الوساطة الحالية قد تنجح في ممارسة الضغوط على حماس وإسرائيل لقبول الهدنة، وإجبار الطرفين على عدم التشبث بالشروط بشكل يُعيق التوصل إلى اتفاق.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: أن المجتمع الدولي عليه أن يتصدى لرغبة إسرائيل في عدم الالتزام بالاستحقاقات السياسية لضمان نجاح المفاوضات.