هجوم روسي واسع يعمق أزمة الطاقة في أوكرانيا خلال فصل الشتاء
هجوم روسي واسع يعمق أزمة الطاقة في أوكرانيا خلال فصل الشتاء
في تصعيد جديد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، شنت القوات الروسية هجمات صاروخية مكثفة استهدفت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية؛ مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو مليون شخص في ثلاث مناطق غربية على الأقل، وفقًا لتصريحات مسؤولين محليين وتقارير إعلامية.
قيود كهربائية في موسم الاحتفالات
أعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينرجو"، أنها ستتخذ تدابير احترازية للحد من إمدادات الكهرباء في عيد الميلاد، بعد الهجمات الواسعة التي تسببت في أضرار كبيرة لشبكة الطاقة، وقالت الشركة - عبر منشور على تطبيق "تليجرام"-: إن هذه القيود تهدف إلى تقليل تأثير الأزمة على نظام الطاقة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يُعدّ حرجًا للأسر الأوكرانية والاقتصاد.
من جانبه، أكد وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، عبر موقع "فيسبوك"، أن مدى الصواريخ الروسية يستهدف منشآت الطاقة الحيوية في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا أن الحكومة تعمل على اتخاذ تدابير عاجلة لتقليل الخسائر وضمان توفير الحد الأدنى من إمدادات الكهرباء للمستهلكين.
أضرار واسعة وانقطاعات شاملة
ووفقًا لتصريحات حكام المناطق المتضررة على "تليجرام"، تسببت الهجمات الروسية في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 523 ألف مستهلك في منطقة لفيف، و215 ألفًا في منطقة فولين، وأكثر من 280 ألفًا في منطقة ريفني، وتعد هذه الهجمات الأحدث ضمن سلسلة عمليات استهدفت البنية التحتية للطاقة منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022.
الهجمات لم تقتصر على المناطق الغربية، حيث أفادت تقارير بوقوع انفجارات في العاصمة كييف ومدن أخرى مثل خاركيف، خميلنيتسكي، ولوتسك.
كما أُبلغ عن أضرار كبيرة في المنشآت الحيوية، ما يزيد من المخاوف بشأن قدرة أوكرانيا على تلبية احتياجات الطاقة خلال فصل الشتاء.
روسيا تستهدف المدنيين والبنية التحتية
في السياق ذاته، اتهم مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، روسيا بشن حرب تستهدف المدنيين من خلال ضرب منشآت الطاقة خلال موسم البرد.
وأوضح يرماك، عبر منشور على "تليجرام"، أن القوات الروسية تقوم بتخزين الصواريخ لاستخدامها ضد البنية التحتية، في محاولة لتعميق معاناة الشعب الأوكراني.
كما صرّح رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة فولين، إيفان رودنيتسكي، بأن إمدادات الطاقة أصبحت محدودة للغاية في المنطقة بسبب الهجمات الأخيرة، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لإعادة توصيل الكهرباء في أقرب وقت ممكن.
يأتي هذا التصعيد الروسي في ظل تزايد التوترات على الساحة الأوكرانية والدولية، وتسعى موسكو، وفقًا لمراقبين، إلى تقويض البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا لتعطيل اقتصادها وإضعاف مقاومتها العسكرية.
واستهدفت الهجمات الروسية المتكررة منذ بداية الحرب محطات توليد الطاقة وشبكات الكهرباء؛ ما أدى إلى أزمات متفاقمة في البلاد.
ومع اقتراب فصل الشتاء، يثار القلق بشأن قدرة أوكرانيا على تأمين التدفئة والطاقة لمواطنيها في ظل التصعيد المستمر.
وتشير تقديرات إلى أن تدمير البنية التحتية للطاقة قد يؤدي إلى معاناة ملايين الأوكرانيين، خاصة في المناطق التي تشهد انقطاعات متكررة.
بينما تحاول أوكرانيا التكيف مع الهجمات من خلال تقنين استهلاك الكهرباء وإعادة تأهيل المنشآت المتضررة، دعا وزير الطاقة الأوكراني المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لمساعدة بلاده في إصلاح شبكات الطاقة وتعزيز قدرة النظام الكهربائي.
نحو فصل شتاء قاس
الهجمات الأخيرة تسلط الضوء على استراتيجية روسية متجددة لإضعاف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ومع استمرار التصعيد، يبدو أن البلاد تواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على معنويات شعبها وسط ظروف قاسية، والاستمرار في مقاومة الضغوط العسكرية والاقتصادية.