الغارديان: حرب غزة شوهت سمعة الغرب وكشفت أكاذيب القيم العالمية القائمة على النظام

حرب غزة شوهت سمعة الغرب وكشفت أكاذيب القيم العالمية القائمة على النظام

الغارديان: حرب غزة شوهت سمعة الغرب وكشفت أكاذيب القيم العالمية القائمة على النظام
صورة أرشيفية

بينما يستيقظ الزعماء الغربيون على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة، فقد قُتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية، ويعتقد أن أكثر من ثلثي القتلى في القطاع الساحلي هم من النساء والأطفال، ويعتقد أن آلافاً آخرين مدفونون تحت الأنقاض، من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كبطل للقيم العالمية ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة، حسبما ذكرت "صحيفة "الغارديان" البريطانية.  
  
إنهاء الحرب  

وأفادت الصحيفة، أن السياسة الدولية ليست مسرحية أخلاقية، ربما لم تكن العديد من الدول العربية تعارض فكرة أن تتمكن إسرائيل من توجيه رصاصة الرحمة إلى حماس، لكن حالة القتال في غزة تشير إلى أن هذا احتمال بعيد. وفي يناير، أشارت التقديرات إلى أن إسرائيل قتلت أو أسرت نحو ثلث القوة المقاتلة لحماس فقط، ولن يكون من الممكن إنجاز هذه المهمة إلا بتكلفة باهظة لا يمكن تبريرها بالنسبة لحياة الفلسطينيين – وحياة الرهائن.  

وتابعت، أن المطلوب الآن هو إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإحلال السلام الإسرائيلي الفلسطيني الدائم على أساس الدولتين، ولكن لا يبدو أن أياً من هذا ممكناً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.  

وسحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي وفده من محادثات في القاهرة حول اتفاق محتمل لهدنة وإطلاق سراح السجناء؛ مما أثار غضب عائلات الرهائن في الداخل وأزعج حلفاء إسرائيل في الخارج. وكان نتنياهو قد استسلم لتهديدات المتطرفين في حكومته بالإطاحة به إذا توصل إلى اتفاق "متهور" مع حماس.  
  
التطرف الإسرائيلي  

وأوضحت الصحيفة، أن الوضع الحالي هو نتيجة القومية المتطرفة التي تحرك نتنياهو، إن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، اللذين كانا ينظر إليهما ذات يوم باعتبارهما سياسيين هامشيين، وهما متعصبان دينيان يعيشان في مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة، يعبران عن آرائهما دون أن يتعرضا للعقاب، سواء تعلق الأمر بخططهم لإعادة توطين غزة، أو توبيخهم للولايات المتحدة بسبب فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين، أو ادعائهم بأن دونالد ترامب سيكون أفضل لإسرائيل من جو بايدن، فإن الرجلين لا يخشيان أي تداعيات، مع العلم أنهما لا يزالان يتمتعان بشعبية لدى قاعدتهما الانتخابية بينما السيد نتنياهو لا يفعل ذلك.  

وتابعت، أنه ذات يوم، كانت الدبلوماسية الرئاسية الأميركية تقوم على "التحدث بهدوء وحمل عصا غليظة"، وعلى النقيض من ذلك، في غزة، يتحدث بايدن بصوت عالٍ ويحمل عصا صغيرة، وتريد الولايات المتحدة وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يرتبط بالإفراج عن جميع الرهائن وزيادة تدفق المساعدات، إذا كان استخدام كلمة "مؤقت" هو محاولة لتهدئة سموتريش وبن جفير، فمن المرجح أن تفشل ورفضت الحكومة الإسرائيلية نهاية هذا الأسبوع "الإملاءات الدولية".  
  
فشل غربي  

وأوضحت الصحيفة، أنه من المؤسف أن الساسة والمسؤولين في الغرب رفعوا القيود وأيدوا تصرفات إسرائيل غير المتناسبة باعتبارها دفاعًا عن النفس ونتيجة حتمية للمذبحة المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر، ولإسرائيل كل الحق في السعي للانتقام من أولئك الذين قتلوا مواطنيها، ولكن ليس لها الحق في ذبح المدنيين الأبرياء على نطاق لا يمكن تصوره.