انتخابات فرنسا المبكرة.. تصاعد اليمين المتطرف ومخاوف من برلمان مشلول
انتخابات فرنسا المبكرة.. تصاعد اليمين المتطرف ومخاوف من برلمان مشلول
تستعد فرنسا لجولة حاسمة من الانتخابات البرلمانية التي ستحدد ملامح الحكومة المقبلة في ظل تصاعد تيار اليمين المتطرف، هذه الانتخابات، التي تُجرى على جولتين وتُختتم في السابع من يوليو، تحمل في طياتها تحولات كبيرة قد تؤثر على مستقبل البلاد السياسي.
*آلية التصويت*
تنطلق فرنسا، الأحد المقبل، في جولة أولى من الانتخابات البرلمانية، وسط توقعات بأن تشهد صعودًا ملحوظًا لتيار اليمين المتطرف.
تجرى الانتخابات على جولتين، وتختتم في السابع من يوليو، وفقًا لاستطلاعات الرأي، التي تشير إلى احتمالية فوز هذا التيار بالانتخابات التشريعية، ما يثير تساؤلات حول مستقبل البلاد السياسي.
يشارك في الانتخابات 49 مليون ناخب مسجل، يتنافسون على 577 دائرة، ولكل دائرة مقعد في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الأدنى في البرلمان. يفوز المرشحون الذين يحصلون على أغلبية مطلقة من الأصوات في دوائرهم في الجولة الأولى.
ومع ذلك، غالبًا ما لا يحقق أي مرشح هذه الأغلبية، مما يستدعي إجراء جولة ثانية.
وللتأهل للجولة الثانية، يجب على المرشحين الحصول على ما لا يقل عن 12.5% من أصوات الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. في الجولة الثانية، يفوز المرشح الذي يحصد أكبر عدد من الأصوات.
*إعلان النتائج*
ينتهي التصويت في الجولة الأولى في تمام الثامنة من مساء الأحد، وهو التوقيت الذي تُنشر فيه توقعات مراكز استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، بناءً على فرز جزئي للأصوات. عادةً ما تكون هذه التوقعات موثوقة، وتبدأ النتائج الرسمية في الظهور تدريجيًا من الثامنة مساءً، حيث يتسم فرز الأصوات بالسرعة والكفاءة، ويتم الإعلان عن الفائزين بالمقاعد بحلول نهاية اليوم.
*تشكيل الحكومة*
يعين الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء، وعادةً ما يكون من الحزب الذي حصد أغلبية الأصوات.
و وفقًا لاستطلاعات الرأي، قد يفوز اليمين المتطرف لأول مرة في تاريخ فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع أن يأتي ائتلاف من تيار اليسار في المرتبة الثانية، وائتلاف ينتمي للوسط بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثالثة. إلا أن هذه الانتخابات تُعتبر غير تقليدية في فرنسا، حيث كانت فترة الحملة الانتخابية قصيرة والمشهد الانتخابي مضطرب؛ مما يجعل من الصعب استبعاد سيناريوهات أخرى.
*السيناريوهات المحتملة*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية: إن من بين السيناريوهات المحتملة، قد تنقسم الجمعية الوطنية بصورة تصيبها بالشلل إلى ثلاث مجموعات لا تهيمن إحداها على الجمعية، أو قد يتم تشكيل تحالف من الأحزاب الرئيسية لإبقاء اليمين المتطرف بعيدًا عن السلطة.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، لتحقيق الأغلبية المطلقة، يلزم الفوز بما لا يقل عن 289 مقعدًا، لذلك قد يشكل حزب التجمع الوطني، الذي تنتمي إليه مارين لوبان، حكومة أقلية إذا فاز بأكبر عدد من المقاعد دون تحقيق الأغلبية.
وتابع فهمي، إن الانتخابات البرلمانية المقبلة قد تكون من بين الأكثر حسمًا في تاريخ فرنسا الحديث. الصعود المحتمل لليمين المتطرف يشكل تحديًا كبيرًا للاستقرار السياسي، وقد يدفع البلاد نحو سيناريوهات غير متوقعة.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، إذا لم يتمكن أي تيار من تحقيق أغلبية مطلقة، فإن فرنسا قد تواجه فترة من الجمود السياسي الذي قد يؤثر سلبًا على السياسات الداخلية والخارجية.
*الخطوات التالية*
شهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" السياسي بعد الحرب، حيث كانت الحكومة من أطياف سياسية مختلفة عن الرئيس.
وتتمتع الحكومة بمعظم السلطات على الجبهة الداخلية، بينما يحتفظ الرئيس بقيادة الجيش والنفوذ في السياسة الخارجية.
توزيع السلطات في السياسة الخارجية ليس واضحًا تمامًا، مما قد يمثل مشكلة في مواقف فرنسا من القضايا الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا وسياسات الاتحاد الأوروبي.
سيتعين على ماكرون التعامل مع البرلمان الجديد لعام واحد على الأقل، يمكنه بعدها الدعوة إلى انتخابات مبكرة أخرى. فاز ماكرون بولاية ثانية في أبريل 2022، وسيظل رئيسًا لثلاث سنوات أخرى، ولا يمكن للبرلمان أو الحكومة إقالته من منصبه قبل تلك المدة.