الفيتو الأمريكي يثير غضب العرب.. وبايدن يتحدى العالم
الفيتو الأمريكي يثير غضب العرب.. وبايدن يتحدى العالم
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وصوت 13 عضوًا من أصل 15 لصالح مشروع القرار، الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية، بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، وحدها الولايات المتحدة التي تحدت الإجماع الدولي والمطالب العربية والإسلامية والإنسانية بوقف العنف والدمار في غزة.
وأثار استخدام الفيتو الأمريكي استنكارات واسعة من قبل الدول العربية والإسلامية والأممية والمنظمات الحقوقية، التي اعتبرته دعمًا للجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وعرقلة للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
*مواقف عربية وإسلامية موحدة*
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن خيبة أمله من الفيتو الأمريكي، وقال: إنه يعكس الانحياز الواضح للإدارة الأمريكية لإسرائيل، ويشجعها على مواصلة العدوان والاحتلال والاستيطان والانتهاكات.
وطالب أبو الغيط مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، والضغط على إسرائيل لوقف العنف ورفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية.
وأكد أبو الغيط على ضرورة توحيد المواقف العربية والإسلامية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعبرت منظمة التعاون الإسلامي عن رفضها واستنكارها للفيتو الأمريكي، و وصفته بأنه "يمثل تجاهلا للمعاناة الإنسانية الفلسطينية وتجاوزًا للقانون الدولي والمواثيق الإنسانية ".
ودعت المنظمة - في بيان لها- مجلس الأمن إلى "التحرك الفوري والحاسم لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفرض حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
*تضامن دولي مع غزة*
وعلى الصعيد الدولي، أبدت عدة دول ومنظمات دولية تضامنها مع غزة ومطالبتها بوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار وحماية المدنيين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: إنه "منزعج جدًا" من استخدام الفيتو الأمريكي، وأنه "يشعر بالقلق العميق" من الوضع الإنساني في غزة، ويدعو إلى "الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار".
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "خيبة أمله" من الفيتو الأمريكي، وقال: إنه "يعرقل الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وأكدت روسيا والصين وفرنسا وألمانيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول دعمها لمشروع القرار العربي، واستنكارها للفيتو الأمريكي، ومواصلة التعاون مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي شامل للنزاع.
*تصعيد العنف*
من جانبه، قال د. طارق رفهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن الفيتو الأمريكي يعكس الانحياز الواضح للإدارة الأمريكية لإسرائيل، ويعبر عن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، والتي تعتمد على دعم إسرائيل وحمايتها من أي محاولة لمحاسبتها على انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأوضح فهمي - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن الفيتو الأمريكي هو الثالث الذي تستخدمه الولايات المتحدة ضد قرار للأمم المتحدة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، ينذر بتصعيد العنف والتوتر في المنطقة، ويقوض الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للنزاع العربي الإسرائيلي.
واستطرد: إن الفيتو الأمريكي ينم عن عدم احترام أمريكا للرأي العام العالمي والإرادة الدولية، ويعرضها لانتقادات واستنكارات من قبل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.
*العالم في صدمة*
في السياق ذاته، يقول اللواء نصر سالم، الخبير الاستراتيجي: إن العالم أصيب بصدمة بعد الرفض الأمريكي لقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر تحدي العالم بأكملة لدعم إسرائيل.
وأضاف سالم - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، الفيتو الأمريكي يشكل انتهاكًا للمبادئ والأهداف التي تأسست عليها الأمم المتحدة، والتي تنص على حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان والشعوب.
وأكد أن الرفض الأمريكي يمنع مجلس الأمن من أداء دوره في حل النزاعات والوقاية من الحروب والتدخل في حالات الطوارئ الإنسانية، و يشجع إسرائيل على استمرار العدوان والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، ويحرمه من حقه في الحرية والعدالة والسيادة.