الأقمار الصناعية تفضح تحركات إسرائيل في غزة وترامب يوبخ نتنياهو بسبب المجاعة

الأقمار الصناعية تفضح تحركات إسرائيل في غزة وترامب يوبخ نتنياهو بسبب المجاعة

الأقمار الصناعية تفضح تحركات إسرائيل في غزة وترامب يوبخ نتنياهو بسبب المجاعة
حرب غزة

كشفت صور أقمار صناعية تجارية عن تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، مما يُشير إلى احتمالية شن عملية برية جديدة في القطاع الفلسطيني، حسبما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.


ووفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين ومسؤول سابق اطلعوا على الصور، تُظهر هذه الصور تجمعات للقوات والمعدات العسكرية التي تدعم احتمالية هجوم بري وشيك.


ووصف المسؤولون الأربعة هذه التحركات بأنها مؤشرات واضحة على استعدادات لعملية عسكرية كبيرة.


وفي سياق متصل، أفادت وكالة أسوشيتد برس نقلًا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مجلس الأمن الإسرائيلي وافق في ساعات مبكرة من يوم الجمعة على خطة للسيطرة على مدينة غزة. ومع ذلك، فإن هذه الخطة لا ترقى إلى مستوى الاحتلال الكامل للقطاع الذي سبق أن تحدث عنه نتنياهو.

وأشار ثلاثة مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع على المناقشات الإسرائيلية إلى أن أي عملية عسكرية جديدة قد تشمل جهودًا لاستعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، إلى جانب توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في المناطق الواقعة خارج نطاق القتال.

ويُذكر أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها البرية في غزة منذ 27 أكتوبر 2023، مع توقف مؤقت خلال هدنتين تم الاتفاق عليهما.


وفي تصريحات أدلى بها يوم الخميس عبر قناة فوكس نيوز، أكد نتنياهو أن إسرائيل تسعى للسيطرة على غزة بأكملها بهدف ضمان أمنها الوطني، وإزالة سيطرة حماس، وتمكين السكان من إقامة حكم مدني خالٍ من حماس أو أي جهة تدعو إلى تدمير إسرائيل.


وأوضح قائلًا: إننا لا نريد الاحتفاظ بغزة، بل نسعى لإقامة منطقة أمنية حولها، وليس حكمها. وعندما سُئل عما إذا كان يقصد السيطرة على القطاع البالغ طوله 26 ميلاً، أكد أن الهدف هو ضمان الأمن وليس الحكم الدائم.

توترات دبلوماسية مع الولايات المتحدة


وتأتي هذه التحركات العسكرية في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل توترات ملحوظة.


ففي 28 يوليو الماضي، دارت مكالمة هاتفية خاصة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصاعدت خلالها حدة النقاش إلى حد الصراخ، وذلك على خلفية مخاوف البيت الأبيض بشأن أداء مؤسسة غزة الإنسانية، وهي مبادرة إغاثية تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.


ووفقًا لمسؤول أمريكي كبير، ومسؤولين أمريكيين سابقين، ومسؤول غربي اطلعوا على تفاصيل المكالمة، فقد كانت هذه المحادثة نقطة تحول في العلاقات بين الزعيمين.


وبدأت التوترات في 27 يوليو، عندما نفى نتنياهو خلال فعالية في القدس وجود سياسة تجويع في غزة، مؤكدًا أن ادعاءات التجويع لا أساس لها من الصحة.


وفي اليوم التالي، رد ترامب خلال زيارته إلى اسكتلندا على هذه التصريحات بالقول إنه شاهد صورًا لأطفال في غزة يبدون جائعين جدًا، مؤكدًا وجود تجويع حقيقي لا يمكن تزييفه. وطالب نتنياهو بعدها بإجراء مكالمة هاتفية عاجلة مع ترامب، وتم الترتيب لها خلال ساعات، وفقًا للمسؤولين.


وخلال المكالمة، أصر نتنياهو على أن ادعاءات التجويع في غزة مفبركة من قبل حماس، لكن ترامب قاطعه وصرخ قائلاً إنه لا يريد سماع أن التجويع مزيف، مشيرًا إلى أن مساعديه أطلعوه على أدلة تثبت معاناة الأطفال من الجوع.


ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين المكالمة بأنها محادثة مباشرة وغالبًا أحادية الجانب، حيث كان ترامب هو المتحدث الأبرز، مع التركيز على حالة المساعدات الإنسانية.


وأضاف المسؤول: إن الولايات المتحدة تشعر أن الوضع في غزة كارثي، وهي تتحمل مسؤولية ذلك بسبب دعمها لمؤسسة غزة الإنسانية.

زيارة المبعوث الأمريكي


ردًا على هذه التوترات، قام المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بزيارة إلى المنطقة الأسبوع الماضي لمحاولة إيجاد مسار مشترك للمضي قدمًا في الحرب.


وأعرب المسؤولون الإسرائيليون عن رضاهم عن هذه الزيارة، مشيرين إلى أن لغة جسد ويتكوف والأسئلة التي طرحها عكست قدرتهم على إيصال التحديات التي تواجهها إسرائيل.


كما ناقشوا معه الانتقادات الدولية الموجهة لمؤسسة غزة الإنسانية، موضحين أسباب رغبة بعض الأطراف في إفشالها، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات الإسرائيلية.


تعمل مؤسسة غزة الإنسانية في القطاع منذ مايو الماضي، لكنها تقتصر على مواقع توزيع محددة بعيدة عن بعض الفلسطينيين المحتاجين للغذاء، مما أدى إلى تجمعات كبيرة تعرضت في بعض الأحيان لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من تلك المواقع.


وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قُتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء سعيهم للحصول على الطعام حتى أواخر يوليو. كما أن الأمم المتحدة قاطعت المؤسسة، مفضلة تشغيل شبكة توزيع مساعدات خاصة بها في غزة.

ضغط ويتكوف على المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما إذا كانت جهود الإغاثة الحالية قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة أم أنها بحاجة إلى التوسع.


وبعد عودته، أطلع ويتكوف الرئيس ترامب على زيارته خلال عشاء يوم الإثنين، حيث ناقشا المساعدات الإنسانية في غزة ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين وعائلات الرهائن.


تحديات عسكرية وسياسية


وردًا على سؤال للصحفيين يوم الثلاثاء عما إذا كان يدعم احتلال إسرائيل لغزة، قال ترامب إنه يركز على توفير الطعام للناس هناك، مضيفًا أن قرار الاحتلال العسكري متروك لإسرائيل. من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن الرئيس ترامب يركز على إعادة جميع الرهائن وإطعام سكان غزة، رافضة التعليق على المحادثات الخاصة للرئيس.


لم تنجح الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة في غزة، حيث لا تعتقد إسرائيل أن حماس لديها دافع للتفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات الإسرائيلية ومسؤول غربي.

وتعتقد إسرائيل أن الهجوم العسكري هو الخيار الأكثر ترجيحًا. وفي الوقت نفسه، يواجه الوضع ضغوطًا دولية متزايدة، حيث أعلنت دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وغيرها عن احتمال تحركها للاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.


وأشار مصدر مطلع على المناقشات الإسرائيلية إلى أن الوضع يبدو وكأنه وصل إلى طريق مسدود، مع إعلان دول عن نيتها الاعتراف بفلسطين، مضيفًا أن جميع الأفكار تُستنفد الآن.


وأوضح مسؤول غربي أن الهجوم العسكري يظل احتمالًا خطيرًا للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي، نظرًا لتمركز حماس القوي، وأنه لا توجد فرصة للقضاء على جميع المقاتلين.


وأضاف المسؤول الغربي أن هناك قلقًا من أن تقوم حماس بقتل الرهائن أو وضعهم في طريق القتال إذا شعرت بالتهديد.
وأشار المصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي إلى أن القوات الإسرائيلية تعرف المنطقة العامة التي يُحتجز فيها الرهائن، والتي يُعتقد أنها تقع في وسط غزة.


وأضاف أحد المصادر، في إشارة إلى مقطع فيديو حديث يظهر رهينة إسرائيلي هزيل يحفر قبره داخل نفق ضيق في غزة، أن حالة الرهائن تشير إلى أن وقتهم ينفد بسرعة.