بعد الإدانات الدولية والأممية.. مَن يقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي؟

تعرض رئيس الوزراء العراقي الكاظمي لمحاولة اغتيال

بعد الإدانات الدولية والأممية.. مَن يقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي؟
الكاظمي

تعرض رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، ليل الأحد، إلى محاولة اغتيال فاشلة، عَبْر إرسال طائرة مسيرة تحوم حول مقر إقامته بالمنطقة الخضراء، فيما حاول طاقم الحماية إطلاق النار عليها لإسقاطها لكنه لم يتمكن من ذلك.

ومع اقترابها من المنزل كثف إطلاق النار عليها بأوامر من مسؤولين في مكتب الكاظمي، مع اتخاذ إجراءات لحماية رئيس الحكومة، لكنها أسقطت ما تحمله من مقذوفات.

وكشفت تقارير، أن الطائرة استهدفت منزل الكاظمي الخاص، الذي كان مقرا لمؤسسة الذاكرة التي يقودها والتي تعنى بأرشفة الوثائق العراقية، ويقع المنزل بالقرب من منزل رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي.

وقال مصدر أمني: "الكاظمي لم يصب، لكن أفرادا في طاقم حمايته أصيبوا بجروح، كما تضررت مجموعة من العجلات المصفحة الخاصة بموكبه".

أول رد من الكاظمي 

وكتب مصطفى الكاظمي على "تويتر" في أول تعليق له عقب محاولة الاغتيال الفاشلة: "كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه".

محاولة متوقعة من ميليشيات إيران

من جانبه قال الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي البارز، إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي، متوقعة سواء من قبل الميليشيات في الداخل، أو من قبل جهات دولية تريد تعقيد الموقف وتسييره وإخراجه، بشكل جديد لصالحها.

أضاف الوزان لـ"العرب مباشر"، ولكن الذي يطفو على السطح هو الصراع ما بين الأحزاب والمجاميع المسلحة ورئيس الحكومة العراقية، والتي ظهرت على وسائل الإعلام كافة، مشيرا إلى أن الموضوع ينذر بما هو أسوأ في القادم.

سيناريوهات الرد

تابع: "أن القوى الإقليمية والدولية ستقوم بالرد على محاولات ميليشيات إيران لتعقيد الموقف في العراق، وهذه الصدامات سوف تحسم بموقف دولي موحد ربما عبر ردع إيران بما يخص الملف النووي".

أردف: "وربما يكون هناك سيناريو يتعلق بتوجيه ضربات قوية كبيرة إلى طهران، يعقبه ضربات إلى الميليشيات الإيرانية في العراق، وربما يأتي بعد ذلك سيناريو يتعلق بوجود حكومة طوارئ في العراق".


وأكد الدكتور نزار عبدالغفار، المحلل السياسي العراقي، أن الميليشيات التابعة لإيران هي من تقف وراء هذه المحاولة الفاشلة، ولاسيما عقب فشلها في نتائج الانتخابات حتى عقب النظر في الطعون المقدمة.

أسباب الاستهداف

أضاف عبد الغفار، لـ"العرب مباشر"، تلك الميليشيات عبرت عن انتقامها من سياسات الكاظمي الرافضة للسلاح المتفلت وانتهاك سيادة الدولة، بعد خسارة مقاعدها المعتادة بالبرلمان المقبل، مما يجعلها خارج غطاء السلطة أو الحكومة، لذا تقوم في الوقت الحالي بتهديد الاستقرار بالعراق.

وعزا هذه المحاولات إلى عرقلة انعقاد البرلمان وتشكيل حكومة جديدة، عبر تهديد الوضع الأمني، مما يجعل العراق يتجه إلى سيناريو حكومة الطوارئ.

إدانات دولية

أدان العديد من الدول العربية والدولية، الاعتداء ومحاولة الاغتيال الفاشل لرئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي واستهداف أمن واستقرار العراق.

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، شعرنا بالارتياح عندما علمنا أن الكاظمي بخير ولم يصب بأذى، مضيفاً نقف مع العراق وعرضنا المساعدة في التحقيق للهجوم. 

فيما أدانت الخارجية الأميركية هذا العمل الإرهابي الذي كان موجها لقلب الدولة العراقية، مضيفة أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالشراكة مع العراق ونقف مع حكومته وشعبه. 

كما أدانت مفوضية الأمم المتحدة بالعراق، بأشد العبارات محاولة اغتيال الكاظمي، معربة عن ارتياحها لعدم إصابة الكاظمي بأذى في الهجوم الذي استهدف مقر إقامته في بغداد.

فيما عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، عن إدانته لمحاولة الاغتيال التي استهدفت الكاظمي، بعد تعرض منزله لهجوم بمسيّرات.

وأكد الحجرف في بيان نشره المجلس "عن الرفض القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتي استهدفت أمن واستقرار العراق والذي هو من أمن دول المجلس".

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بشدة للعمل الإرهابي الجبان، الذي استهدف الكاظمي، مؤكدة وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق في التصدي لجميع الإرهابيين.

وأدانت الجامعة العربية محاولة اغتيال الكاظمي، معتبرة إياها هجوماً على سيادة العراق.

واستنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العامّ لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، بأشد العبارات المحاولة الدنيئة لاستهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.