بعد تفاقُم الأزمات.. لاجئو الشرق الأوسط يواجهون تحديات قاسية في العالم
يواجه لاجئو الشرق الأوسط تحديات قاسية في العالم
أدى تدفُّق آلاف المهاجرين إلى العديد من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض ضغط كبير على موارد تلك الدول ويهدد بحياة اللاجئين خصوصًا مع عدم توافر وسائل الحياة الأساسية للكثير منهم، حيث ظهرت أنماط هجرة مماثلة في أوروبا منذ عام 2015، مع وصول أكثر من مليون شخص، معظمهم من اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا وتونس وليبيا، ومن المأساوي أن ما يقرب من 30 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014، وفقا لما ذكرته وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
أزمة لاجئين في العالم
وأفادت صحيفة "ذا صن ديلي" الآسيوية، بأن العالم يواجه أزمة كبرى بسبب اللاجئين، خصوصًا هؤلاء ممن واجهوا القمع والتهجير القسري من وطنهم، ميانمار، فلدى أوروبا على سبيل المثال الملايين من المهاجرين الذين يعملون في المصانع والفنادق، وكلهم مدفوعون بطموح مشترك لحياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم لأن بلدانهم غير قادرة على توفير مستقبل اجتماعي واقتصادي واعد.
وتابعت أن هؤلاء المهاجرين ومعظمهم من الشرق الأوسط اضطروا إلى مغادرة بلدانهم الأصلية بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية والفقر والملاحقة السياسية، علاوة على ذلك، ومع تصاعد أزمة المناخ، نتوقع تزايد عدد اللاجئين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة، وهو ما قد يصبح اتجاهًا عالميًا في المستقبل.
وأضافت أنه يقع على عاتق الدول التزام أخلاقي بتبني الهجرة المشروعة بموجب القوانين الدولية. وينبغي منح اللاجئين فرص العمل وإعالة أسرهم، مع استيعابهم التدريجي في المجتمع، ولا ينبغي لنا أن ننظر إلى مثل هذا التكامل باعتباره تهديداً ديموجرافياً، لأن الهوية الحقيقية للأمة تتحدد من خلال قدرتها على تقديم الترحيب الحار وتقاسم مواردها مع من هم أقل حظاً.
تحديات كبرى
وأكدت الصحيفة الآسيوية، أنه عند معالجة التحديات التي يفرضها المهاجرون واللاجئون، والذين يمكن أن تختلف أسباب مغادرة بلدانهم الأصلية بشكل كبير، من المؤسف أن نلاحظ أن المناقشات والقرارات بين الدول الغربية غالبًا ما تدور حول مسألة ما إذا كان يجب الترحيب باللاجئين أو إبعادهم وما هو الهدف من ذلك، إن هذا الميل إلى التركيز على القضية المباشرة المطروحة بدلاً من الخوض في الأسباب الكامنة وراء الأزمة أمر مؤسف، والسؤال الذي يحتاج إلى دراسة هو لماذا يكون المهاجرون واللاجئون، الذين لديهم ارتباط عميق ببلدانهم الأصلية، على استعداد لخوض مخاطر كبيرة في حياتهم للوصول إلى الدول الأكثر تقدما؟
وتابعت أنه هل يمكن أن يعزى ذلك إلى السياسات والإجراءات العالمية طويلة الأمد التي اتخذتها الدول الغنية على مدى عقود؟ ألا يمكن ربطه بالحرب بالوكالة التي بدأتها القوى الغربية في سوريا أو تغيير النظام في ليبيا، الذي حظي بدعم غربي، وكلاهما كان بمثابة محفز لمثل هذا النزوح الجماعي للناس؟
وأضافت أنه على الرغم من أن الأسباب وراء مغادرة المهاجرين لبلدانهم الأصلية معقدة، فإن سياسات الهيمنة التي تنتهجها البلدان الغنية مهدت الطريق بشكل أساسي للهجرة اليائسة، وما لم يتم حل مشاكل من هذا النوع، فسوف يظل العالم يشهد أزمة هجرة مستمرة من شأنها أن تطغى على الخدمات الأساسية في البلدان المضيفة.
وأشارت إلى أنه ينبغي ثني المواطنين عن الهجرة حتى يتمكنوا من تنمية وطنهم الأصلي على أساس رؤيتهم وثقافتهم ومعتقداتهم المشتركة، وينبغي لبلدانهم الأصلية أن تسعى جاهدة لتحقيق التقدم، مما يؤدي إلى زيادة فرص العمل وتحسين ظروف الرفاهية، ومع ذلك، لا يمكن تحقيق ذلك إلا ضمن إطار سياسي واجتماعي واقتصادي عالمي عادل ومنصف.