الانتخابات العراقية.. تصويت على وَقْع المخاوف وفرصة لإعادة بناء الدولة

انطلقت الانتخابات البرلمانية في العراق

الانتخابات العراقية.. تصويت على وَقْع المخاوف وفرصة لإعادة بناء الدولة
صورة أرشيفية

انطلقت في العراق، اليوم، الانتخابات البرلمانية المبكرة، بعد عامين من الاحتجاجات الضخمة ضد الحكومة، التي يعتبرها النظام فرصة لإعادة بناء الدولة.

مخاوف أمنية

وقال اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل، المحلل العسكري العراقي: إن الانتخابات العراقية التي تجري اليوم، ربما تكون أكثر الانتخابات تميزًا وقوة منذ الغزو الأميركي للعراق، إذ إنها تجعل من العراقيين ندا قويا للحكومة السياسية في العراق، لافتاً إلى أنه من ناحية أخرى فإن عملية الانتخابات تحمل الكثير من الخفايا في طياتها.

وأضاف شنشل أنه: "سنجد هذه الدورة الأكثر قوة منذ 18 عاما، من حيث الصدامات الشعبية ضد الحكومة، وتنطلق قوتها من زخم المرشحين الذي تجاوزوا 3400 مرشح بينما يفوز في النهاية 329 فقط"، موضحًا أن هذا الأمر يساعد في تغيير الوجوه "الكالحة" التي اعتاد العراقيون رؤيتها داخل البرلمان على مدار 5 دورات سابقة، على حسب قوله.

التغيير في العراق

واعتبر المحلل العراقي أن العراقيين أرادوا بمطالبتهم بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، تغيير الوضع السياسي في العراق، بإبعاد جميع الفاسدين والطائفيين، والتخلص من الوجوه التي سيطرت على بلادهم منذ الغزو الأميركي، مشيرا إلى أنه: "ورغم أن المتابعة والرصد كشفت بالفعل عن تغيير الوجوه، فهو بحقيقة الأمر ظاهري، فأغلبية المرشحين مدعومون من جهات ووجوه قديمة تحركهم لتحقيق أهدافهم ومساعيهم المستمرة".


وأردف أن: "غياب السياسيين المعتاد وجودهم بالمشهد العراقي، وعملهم بالخفاء، يزيد الأمر تعقيدا، إذ إنهم سيستخدمون أذرعهم بالبرلمان العراقي لإثبات أنهم وحدهم القادرون على تحريك المشهد بالعراق، والعودة مجددا".

اتهامات بالتلاعب بالانتخابات

كما اتهم شنشل، بعض الجهات بالتلاعب في سير العملية الانتخابية، قائلا: "نجد أن عملية الانتخابات قد حسمت منذ أكثر من أسبوعين، من قبل للكتل السياسية والدينية وغيرها، كما أنه تم حسم اسم رئيس الحكومة منذ أكثر من شهر وهو ما اتفق عليه الأكراد مع بعض الكتل السياسية سواء السنية أو الشيعية".

وتابع: "وهناك معلومات تفيد بوجود مندسين قاموا بتزوير الانتخابات التي تمت على مدار اليومين الماضيين، فكان هناك عمليات تبادل للأوراق الانتخابية، كما تم استبدال الكثير من الصناديق، وأتخوف من تكرار المشهد اليوم".

أما عن الوضع الأمني أثناء إجراء الانتخابات، فاعتبر المحلل العسكري أن الأيام المقبلة ربما تشهد مزيدا من التصعيد وأعمال العنف، ولا سيما في العاصمة بغداد، نظرا لرغبة السياسيين العراقيين الذين تم إزاحتهم من المشهد في تعمق الأزمة العراقية، مشيرا إلى مخاوف من وقوع تفجيرات واستهدافات في عدة مناطق من بينها العاصمة.

وقال إن: "هذه الانتخابات كما قيل عنها هي مميزة عن سابقتها ولكنها وجوه جديدة مدعومة من قوى سياسية تغولت في فسادها وطائفيتها وصراعاتها مما زاد من المشهد العراقي تعقيدا".

مشاكل تقنية

وشهدت الانتخابات بعض المشاكل التقنية خلال عمليات التصويت، بالعاصمة العراقية بغداد، حيث توقفت أجهزة التصويت في عدد من المراكز الانتخابية، كونها حساسة للغاية، فيمكن توقفها أثناء تحريكها أو حدوث انقطاع أو خلل في التيار الكهربائي. 

وتسببت تلك الأعطال والتأخر في إعادتها للعمل، في رجوع بعض الناخبين لمنازلهم بسبب طول فترة الانتظار.

كما أنه في محافظة الأنبار، أكد عدد من المراكز الانتخابية تسجيل حالات لعدم ظهور بصمة الناخب في أجهزة التصويت رغم امتلاكه للبطاقة البايومترية، مما يعني حرمانه من التصويت.

مراقبة دولية

ويبلغ عدد الناخبين 25 مليون ناخب، حيث تجري بموجب قانون انتخابي جديد، فقد تم تقسيم البلاد إلى 83 دائرة انتخابية بدلا من 18 دائرة، ونشرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مراقبين لمتابعة التصويت.

وكانت قوات الأمن مرت بشوارع بغداد يوم السبت وأطلقت صفارات الإنذار والموسيقى ودعت الناخبين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع الأحد، خوفًا من دعوات المقاطعة، وفي محاولة لاحتواء الانقسام في المشهد السياسي العراقي بشدة حول قضايا حساسة، منها وجود القوات الأمريكية وتأثير إيران.