صحيفة إسبانية تكشف مطامع الدوحة في أفغانستان من خلال دعم طالبان
كشفت صحيفة إسبانية مطامع قطر في أفغانستان
اعتبرت صحيفة "تاليار" الإسبانية، اليوم السبت، أن الدوحة هي الحليف الرئيسي لحركة طالبان الإرهابية في أفغانستان، موضحة أن الأمير القطري تميم بن حمد حاول الترويج لحركة طالبان المتطرفة في كلمته أمام الأمم المتحدة، مؤخرًا، موضحة أن الدوحة دعمت الحركة منذ بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية السابقة.
وقالت "تاليار": إن بداية الجلسة الجديدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تميزت بالعديد من القضايا الحالية، مثل جائحة الفيروس التاجي أو أزمة المناخ. وكانت أفغانستان أيضًا، بسبب الوضع الحالي والأحداث الأخيرة، قضية حاضرة جدًا في الخطابات والمناقشات الأولى في هذه المرحلة الجديدة التي تفتتحها الأمم المتحدة، لافتة إلى أنه تم ذكر الدولة الآسيوية بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل قيادات العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خاطب جميع ممثلي العالم للتحدث بشكل مباشر عن المشهد الأفغاني الحالي، مؤكدًا على ضرورة إيفاء الأطراف الدولية بالتزاماتها.
ونوهت الصحيفة الإسبانية بأن قطر كانت في قلب المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان التي توجت باتفاق الدوحة، حيث ستنسحب القوات الأجنبية مقابل قطع طالبان علاقاتها بالإرهاب، كما خدمت قطر حركة طالبان كقاعدة دبلوماسية.
وبحسب الصحيفة، اعتبر أمير قطر أن مقاطعة المجتمع الدولي لطالبان "لن تؤدي إلا إلى استقطاب وردود أفعال، بينما يمكن أن يكون الحوار مثمرا"، مطالبا أعضاء الجمعية العامة بفصل المساعدات الإنسانية عن "الخلافات السياسية".
ارتباط الدوحة وطالبان
وانتقدت الصحيفة "تاليار" ارتباط الدوحة بحركة طالبان الإرهابية، لافتة إلى أنه في عام 2013، سمحت قطر لطالبان بفتح مكتب لها في الدوحة، وهو أمر دعمه الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما. وكان الرئيس الديمقراطي، الذي تعهد بطرد القاعدة من أفغانستان، يسعى للتفاوض مع طالبان لوضع خطة انسحاب من البلاد.
ارتباط الدوحة بالحركة الإرهابية
وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من استفادة الغرب من ارتباط الدوحة بطالبان، فلطالما كانت العلاقة بين قطر وطالبان أمرًا مثيرًا للجدل، حيث انتقدت القوى الغربية والشرق أوسطية الدوحة لعلاقاتها الوثيقة بالمتطرفين، بل ووصل الأمر إلى حد اتهامها "بالترويج للإرهاب".
كما أشارت الصحيفة إلى أن قطر لم تعلق علاقاتها مع أفغانستان بعد صعود المتمردين الطالبانيين إلى السلطة، كما فعلت العديد من الدول، بل إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، كان أول دبلوماسي أجنبي كبير يزور أفغانستان بعد استيلاء طالبان على كابول.
وأضافت الصحيفة أن هناك قوى أخرى مثل تركيا أو روسيا كانوا على نفس خط قطر، وقد اختارت الحفاظ على وجودها الدبلوماسي في كابول.
بحث عن نفوذ إقليمي
وأوضحت "تاليار" أن أحد الأهداف الرئيسية للدوحة من ارتباطها بحركة طالبان هو محاولات قطرية مستمرة للحصول على وضع ونفوذ على المستوى الإقليمي والدولي.
ووفقًا للصحيفة، أوضح جويدو شتاينبرغ، المحلل في مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية، لشبكة "دويتشه فيله"، أنه "قدمت قطر نفسها كوسيط في السياسة الإقليمية لما يقرب من عقدين من الزمن. إنها تفعل ذلك أساسًا لأنها تريد الحصول على نفوذ إقليمي".
طمعًا في ثروات أفغانستان
وأضافت "تاليار" أنه بالإضافة إلى سعيها لتحسين وضعها، فإن قطر لديها مصالح أخرى في أفغانستان، حيث تمتلك الدولة الآسيوية كمية كبيرة من الموارد الطبيعية، مثل الغاز والنفط والحديد والنحاس والرخام أو الأحجار الكريمة. وبالمثل، يجدر تسليط الضوء على الاحتياطيات الكبيرة من الليثيوم والكوبالت، والمواد الرئيسية للتكنولوجيا.
وأكدت الصحيفة أن هذه الثروة المقدرة بـ 3 تريليونات دولار، ويمكن أن تكون سببًا آخر وراء رغبة الدوحة في الحفاظ على علاقاتها مع طالبان وتعزيزها، على الرغم من أن دولًا أخرى مثل الصين أو تركيا تنظر أيضًا إلى هذا الكنز الأفغاني العظيم بطموح.
دولة إرهاب برعاية الدوحة
ومن ناحية أخرى، تمثل هذه الموارد القيِّمة إغراءً كبيرًا للقوى الدولية التي ترفض التفاوض مع طالبان لأنها لا تحترم حقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه علاوة على ذلك، فإن قطر تسعى لاستغلال الاستثمار الدولي في أفغانستان في حال نجحت حركة طالبان في إقامة علاقات تجارية مع دول أخرى، لذلك تحاول الدوحة توجيه طالبان لإظهار المزيد من ضبط النفس، وهو شيء كانوا يحاولون إظهاره منذ بعض الوقت من خلال حملات الدعاية على الشبكات الاجتماعية التي تقودها قطر للحركة، على الرغم مما يكشفه الصحفيون والنشطاء من ممارسات طالبان الإرهابية الحالية والتي مارسوها أيضا في التسعينيات.