رغم الأزمات الاقتصادية.. كيف اندمج اللاجئون السوريون والعراقيون في المجتمع الأسترالي؟

اندمج اللاجئون السوريون والعراقيون في المجتمع الأسترالي

رغم الأزمات الاقتصادية.. كيف اندمج اللاجئون السوريون والعراقيون في المجتمع الأسترالي؟
صورة أرشيفية

يشعر اثنان من كل ثلاثة لاجئين عراقيين وسوريين فروا من النزاعات في أوطانهم مع عائلاتهم في السنوات الخمس الماضية بالأزمة الاقتصادية في أستراليا، ويواجهون كيفية الاندماج في الحياة العامة.

وبحسب صحيفة "كانبارا تايمز" الأسترالية، فقد تتبعت دراسة مدتها أربع سنوات كيف تعاملت أستراليا مع ارتفاع عدد اللاجئين الذين وصلوا في عام 2017 بأكثر من الضعف، حيث وصل أكثر من 12 ألف لاجئ سوري البلاد دفعة واحدة هاربين من الحرب الأهلية بها.

اندماج وأزمة اقتصادية

فحص التقرير المكون من 150 صفحة بعنوان "ملجأ وعائلة مستقبلية في أستراليا" صدر يوم الاثنين كل شيء من التعليم إلى التوظيف، والذي كشف أن اللاجئات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 5 و18 عامًا تكيفن بشكل أفضل وشعرن وكأنهن في وطنهن في أستراليا، ويطلقن على أنفسهن لقب أستراليات، وقال التقرير: "هذه نتيجة رائعة بالنظر إلى أنهم بشكل عام كانوا في منطقتهم لمدة 12-18 شهرًا فقط".

وتابع التقرير: إن اللاجئين الشباب مؤثرون للغاية في ثقتهم وتطلعاتهم القوية، ووجدت الدراسة أيضًا أن 90 في المائة من عائلات اللاجئين يسعدون بالعيش في أستراليا، ويقول 98 في المائة: إنه مكان جيد لتربية الأطفال، وقال 76 في المائة إنه كان من السهل تكوين صداقات.

قال حوالي 98 في المائة من جميع المستجيبين: إنهم يشعرون بالأمان في أستراليا، على عكس معظم اللاجئين في أستراليا، كان أولئك الذين قدموا من سوريا من الطبقة المتوسطة والمسيحيين، ولكنهم يشعرون بالأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم أكثر من الفئات الاقتصادية.

أكبر جالية

نورما مدور هي واحدة من 14 مليون لاجئ سوري في جميع أنحاء العالم أجبروا على الفرار من الحرب الأهلية الطائفية التي استمرت لعقد من الزمان، والتي أودت بحياة حوالي 500 ألف شخص، وقالت: "نحن بأمان ولدينا وظائف ومنازل ويمكن لأطفالنا أن يكون لهم مستقبل مشرق، بينما ستكون سوريا دائمًا في قلبي، أصبحت أستراليا الآن موطني".

وأوضحت الصحيفة أنه بتمويل من مجلس البحوث الأسترالي، أجرى باحثون من جامعات مختلفة مقابلات مع مئات العائلات في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وكوينزلاند من 2018 إلى 2021، حيث شكل السوريون أكبر مجموعة، يليهم العراقيون والأفغان، عاش الأفغان الذين شملهم الاستطلاع لفترة أطول في أستراليا واستخدموا كمجموعة ضابطة، وتم تجنيد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم عبر وكالات إعادة توطين اللاجئين في المناطق الحضرية والإقليمية، لكن لم يكن كل شيء وردية مع قلق معظم المستطلعين على عائلاتهم في الوطن، ورغبتهم في لَمّ شملهم وكذلك العثور على وظائف لائقة تتناسب مع مؤهلاتهم.

وأوصى التقرير بمزيد من التمويل الحكومي لدعم وكالات توطين اللاجئين، وقالت كاث سكارث، الرئيس التنفيذي لشركة AMES Australia، إن الدراسة أظهرت قوة وقدرة نظام التوطين الإنساني في أستراليا.

وتابعت: "النتائج الإيجابية الموصوفة في الدراسة ليست من قبيل الصدفة، إنها نتيجة برنامج تسوية معقد ومرن ومزود بموارد جيدة".

كما شجعت الدراسة السلطات على إعادة توطين المزيد من اللاجئين في المناطق الإقليمية، مشيرة إلى قرابة 5 آلاف إيزيدي، الذين كانوا هدفًا لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، يعيشون في توومبا كتجربة اندماج ناجحة.