الحرس الثوري: الطائرات المسيرة الإيرانية قلبت موازين القوة في الشرق الأوسط
الحرس الثوري: الطائرات المسيرة الإيرانية قلبت موازين القوة في الشرق الأوسط
أعلن مستشار رفيع في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أن الطائرات المسيرة القتالية الإيرانية منخفضة التكلفة غيّرت ملامح التوازن العسكري الإقليمي وأحدثت تحديًا واضحًا لتفوّق القوى الجوية الغربية، حسبما ذكرت شبكة "إيران إنترناشونال".
وقال العميد علي بلالي، أحد قادة برنامج الصواريخ الإيراني المخضرمين: إن هذه الطائرات تمثل اليوم عنصرًا استراتيجيًا حاسمًا في معادلات الدفاع الإقليمي، بعد مسيرة امتدت لعقود من الابتكار المحلي منذ الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988.
من المدفعية إلى تكنولوجيا الصواريخ
أوضح بلالي -في كلمة ألقاها خلال احتفال رسمي في طهران- أن وحدات المدفعية الإيرانية الأولى التي أُنشئت خلال الحرب مع العراق كانت النواة التي تطور منها برنامج الصواريخ ثم برنامج الطائرات المسيرة لاحقًا.
وأشار إلى أن هذا التطور كان ثمرة جهود القائد الراحل حسن طهراني مقدم، الذي يُعتبر الأب المؤسس للصناعات الصاروخية الإيرانية، مؤكدًا أنه كان يؤمن بأن كل ما تحتاجه إيران يجب أن يُصنع محليًا. وأضاف أن هذه الفلسفة في الاعتماد على الذات أصبحت حجر الأساس في استراتيجية الدفاع الإيرانية.
من الهندسة العكسية إلى التصنيع المحلي المتطور
تطرّق بلالي إلى أن إيران بدأت خطواتها الأولى في هذا المجال من خلال الهندسة العكسية للأنظمة السوفييتية مثل صواريخ سكود وفروغ-7، قبل أن تنتقل إلى إنتاج صواريخ محلية دقيقة الإصابة وطويلة المدى.
وقال: إن إيران صنعت ما لم تستطع شراءه، مشيرًا إلى أن الصواريخ الأولى كانت تُطلق من غرب البلاد بمدى محدود ودقة متواضعة، بينما أصبحت اليوم تمتلك قدرات عالية في المدى والدقة.
تطور مذهل في قدرات الطائرات المسيرة
تحدث بلالي عن بدايات برنامج الطائرات المسيرة قائلاً: إن أول طائرة بدون طيار إيرانية خلال الثمانينيات لم تكن تحمل سوى لتر واحد من الوقود ولم تستطع الطيران لأكثر من 15 دقيقة. أما اليوم، فقد أصبحت الأنظمة الإيرانية قادرة على منافسة التفوق الجوي الأمريكي، على حد وصفه.
وأضاف: أن التكلفة المنخفضة لأجهزة الطيران الإيرانية وأدائها العالي قلبا المعادلات الاستراتيجية رأسًا على عقب.
الطائرات الإيرانية في الحروب العالمية
وأشارت تقارير صحفية غربية، من بينها وول ستريت جورنال وفاينانشال تايمز، إلى أن طائرات شاهد الإيرانية التي تُنتج حاليًا بكميات كبيرة في روسيا استخدمت في هجمات واسعة على أوكرانيا، مما أدى إلى إنهاك أنظمة الدفاع الجوي الغربية بفضل أسرابها الدقيقة والرخيصة.
ويقول محللون عسكريون: إن التصميم البسيط لتلك الطائرات وتكلفتها التي تتراوح بين 35 ألف و60 ألف دولار فقط، مقارنة بمئات الآلاف للنماذج الغربية، شجع العديد من الدول على تطوير نسخ منخفضة التكلفة مشابهة لها.
تكنولوجيا الضرورة والتحول الدفاعي
أكد العميد بلالي، أن هذه التقنيات لم تُحقق التوازن فقط عبر الردع، بل قلّلت أيضًا من الاعتماد على الأسلحة التقليدية الباهظة، موضحًا أن التقدم الإيراني في هذا المجال جاء نتيجة الضرورة والإيمان والهندسة تحت الضغط.
وأضاف: أن العالم اليوم بدأ يدرك التأثير الحقيقي لهذا المسار الذي اختارته إيران منذ عقود.
عقوبات غربية متجددة ورد إيراني حذر
تواجه الشركات الإيرانية المصنعة للطائرات المسيرة، إضافة إلى شبكات توريدها، عقوبات متكررة من قبل الحكومات الغربية التي تتهم طهران بتزويد روسيا وجماعات مسلحة في المنطقة بتقنيات الطائرات بدون طيار.
لكن إيران تنفي تلك الاتهامات، مؤكدة أن برامجها الدفاعية موجهة لأغراض سلمية وردعية فقط، وأن تقنياتها تُستخدم لحماية أمنها القومي لا للانخراط في النزاعات الخارجية.

العرب مباشر
الكلمات