إسرائيل تقصف موقع تدريب لوحدة الرضوان النخبوية في عمق لبنان

إسرائيل تقصف موقع تدريب لوحدة الرضوان النخبوية في عمق لبنان

إسرائيل تقصف موقع تدريب لوحدة الرضوان النخبوية في عمق لبنان
لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ، يوم الجمعة، غارات جوية استهدفت موقع تدريب ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في عدة مناطق لبنانية، في عملية قال إنها جاءت لمواجهة تهديدات تعمل على تطوير مخططات تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي وأمن دولة إسرائيل، وفقًا لما نشرته شبكة "يورو نيوز" الأوروبية.

وذكر جيش الاحتلال، أن من بين الأهداف التي جرى قصفها موقعًا يُستخدم لتدريب عناصر وحدة الرضوان، وهي القوة النخبوية الخاصة في حزب الله، حيث تُجرى فيه تدريبات ميدانية بالذخيرة الحية، وتُخطط انطلاقًا منه هجمات محتملة ضد قوات إسرائيلية ومدنيين داخل إسرائيل.

أهداف عسكرية وبنية تحتية لحزب الله

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، شملت الغارات أيضًا عددًا من مستودعات الأسلحة والبنى التحتية والمباني العسكرية التي يستخدمها حزب الله لتعزيز ما وصفه بمخططات إرهابية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي والدولة. 

وأكد الجيش، أن هذه المواقع تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإسرائيلي.

ومن جانبها، أفادت وسائل إعلام لبنانية، بأن الضربات تركزت بشكل خاص في منطقة الهرمل شمال شرقي لبنان، دون ورود معلومات فورية حول وقوع إصابات أو حجم الخسائر البشرية.

خرق للتفاهمات وتحذير من استمرار العمليات

وقال الجيش الإسرائيلي: إن الأهداف التي تم قصفها وأنشطة التدريب التي ينفذها حزب الله تمثل انتهاكًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان، وتشكل خطرًا على إسرائيل، مشددًا على أن عملياته ستتواصل لإزالة أي تهديد من هذا النوع.

ويأتي هذا التصعيد في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، بعد أكثر من عام من المواجهات المتبادلة عبر الحدود، والتي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقف إطلاق النار وحدوده

ونص اتفاق وقف إطلاق النار على وقف الأعمال العدائية من الجانبين، مع تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية منع أي مجموعات مسلحة من شن هجمات ضد إسرائيل، مقابل التزام إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية الهجومية.

كما كُلف الجيش اللبناني بمهمة نزع سلاح حزب الله في جنوب البلاد، غير أن الحزب أعلن رفضه التخلي عن سلاحه، ما أبقى التوتر قائمًا على الأرض.

ورغم سريان الهدنة، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات شبه يومية في مناطق مختلفة من لبنان، مؤكدة أنها تستهدف عناصر حزب الله وبنيته التحتية لمنع إعادة بناء قدراته العسكرية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أسفرت العمليات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار عن مقتل أكثر من 330 شخصًا.

ضغوط داخلية وتحذيرات إسرائيلية

وتتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط متزايدة لنزع سلاح حزب الله، في وقت حذر فيه مسؤولون إسرائيليون من أن فشل تفكيك الحزب بشكل كامل قد يؤدي إلى استئناف عمليات عسكرية أوسع نطاقاً.

وحدة الرضوان.. الذراع النخبوية لحزب الله

تُعد وحدة الرضوان القوة الخاصة والنخبوية في حزب الله، وقد أُنشئت بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني. ويُقدر عدد عناصرها بنحو 2500 مقاتل، اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة خلال الحرب السورية.

وتتمثل المهمة الأساسية لهذه الوحدة في التخطيط لعمليات عابرة للحدود داخل شمال إسرائيل، بما في ذلك سيناريوهات التسلل والسيطرة على مناطق داخل الجليل، وفق تقديرات أمنية إسرائيلية.

الدعم الإيراني لحزب الله

ويُنظر إلى حزب الله على نطاق واسع باعتباره الذراع الرئيسية لإيران في المنطقة منذ تأسيسه عام 1982. 

وتشير تقديرات حكومية أميركية حديثة، أن طهران تقدم للحزب دعماً سنوياً يتراوح بين 700 مليون ومليار دولار، إلى جانب الأسلحة والتدريب والدعم السياسي عبر الحرس الثوري الإيراني.

اغتيال قائد عسكري بارز

وفي سياق متصل، كانت إسرائيل قد أعلنت في 23 نوفمبر الماضي مقتل رئيس أركان حزب الله العسكري، هيثم علي طباطبائي، في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في ما اعتُبر أعلى قائد عسكري في الحزب يُقتل منذ بدء وقف إطلاق النار قبل نحو عام.

وتعكس هذه التطورات هشاشة الهدنة القائمة، واستمرار خطر الانزلاق نحو تصعيد أوسع بين إسرائيل وحزب الله، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية داخلية وإقليمية متشابكة