تشهد المنطقة العربية حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا من جانب وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر لإنهاء النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والذي يتضمن قضية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وفي هذا السياق، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، مساء أمس، في زيارة هي الخامسة له إلى المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد أن زار السعودية ومصر وقطر، حيث من المقرر أن يبحث مع المسؤولين الإسرائيليين عن رد حماس على مقترح اتفاق أو صفقة تم إعدادها خلال الفترة السابقة. 
 
الصفقة المقترحة 

وفقًا لما نقلته مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن مسودة الاتفاق التي ما زالت قيد النقاش تتضمن إعلان هدنة في غزة لمدة 40 يومًا، كما تشترط على الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس إطلاق سراح جميع الأسرى المدنيين الإسرائيليين الذين تحتجزهم في القطاع منذ أكتوبر الماضي في المرحلة الأولى، بحسب ما أفادت وكالة رويترز اليوم الأربعاء. أما المرحلة الثانية فستشمل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين. 
 
تسليم الجثث 

وفي المرحلة الثالثة، سيتم تسليم الجثث أو الأسرى الذين قضوا نحبهم في القطاع، والذين تقدرهم تقارير إسرائيلية سرية بنحو 50 أسيرًا، بالإضافة إلى ذلك، ينص الاتفاق على زيادة إمدادات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والطبية للمدنيين في غزة الذين يعانون من الجوع والنقص الشديد في الخدمات الأساسية. 
 
*الضامنون الخمسة* 

أعلنت حركة حماس عن مقترحها لإنهاء النزاع مع إسرائيل في قطاع غزة، والذي يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، خلال 135 يومًا.  

وطالبت الحركة بأن تكون هناك خمس دول ضامنة للاتفاق، وهي روسيا وتركيا، بالإضافة إلى الدول الوسيطة مصر وقطر والولايات المتحدة، نظرًا لانعدام الثقة بينها وبين إسرائيل.  

وأضحت حماس أن المرحلة الأولى يجب ان تشمل عودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وضمان حرية الحركة بين شمال وجنوب القطاع، وفتح المعابر، وإدخال ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة إيواء وإقرار خطة إعادة إعمار غزة خلال 3 سنوات، وتشغيل المستشفيات وترميمها.

المرحلة الثانية والثالثة من الاتفاق تتضمن تسليم حماس الأسرى العسكريين الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد محدد من الأسرى الفلسطينيين من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من جميع مناطق قطاع غزة، في هذه المرحلة. وتطالب حركة حماس بإنهاء محادثات الوقف الكامل للحرب، واستمرار جميع الإجراءات الإنسانية المتخذة في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى بدء عملية إعادة الإعمار، وتتضمن المرحلة الثالثة تبادل الجثامين والرفات بين الطرفين بعد التعرف عليها، ومن بين المطالب التي أثارتها حركة حماس: وقف اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، واستعادة الأوضاع في المسجد المبارك إلى ما كانت عليه قبل عام 2002. 

كما أكدت الحركة على ضرورة وضع إجراءات قانونية لمنع إسرائيل من اعتقال الأسرى المفرج عنهم في الصفقة، وجاء مقترح حماس ردًا على خطة أخرى تم تقديمها الأسبوع الماضي من قبل وسطاء قطريين ومصريين، والتي تهدف إلى تحقيق هدنة طويلة في غزة، والتي لاقت استحسانًا في القطاع، بينما لم تعلق إسرائيل عليها بعد، مؤكدة على أنها لن تنسحب من غزة إلا بعد القضاء على حماس.