نتنياهو يرفض صفقة وقف إطلاق النار ووفد حماس يتفاوض مرة أخرى في القاهرة
نتنياهو يرفض صفقة وقف إطلاق النار ووفد حماس يتفاوض مرة أخرى في القاهرة
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة، ووصفها بأنها "وهمية"، محذرًا من أن قبول الشروط سيؤدي إلى "مذبحة أخرى"، وفي أعقاب هذا الرفض، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، اليوم الخميس، لاستكمال المفاوضات، حيث طلب المسؤولون الإسرائيليون من مصر ممارسة المزيد من الضغط خلال اجتماع اليوم على الحركة من أجل تحسين شروط الاتفاق.
رفض نتنياهو
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإنه في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، تعهد نتنياهو بدلا من ذلك بمواصلة الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة حتى يتم تحقيق النصر الكامل، قائلاً: إن بلاده ستحقق ذلك في غضون أشهر.
وأضاف: "لن نرضى بأقل من ذلك، والاستسلام لمطالب حماس الوهمية، لن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن فحسب، بل سيدعو إلى مذبحة أخرى".
وتطالب حماس بوقف إطلاق النار لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر، وانسحاب عسكري إسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح ما لا يقل عن 1500 سجين فلسطيني، كثمن مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم بعد هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.
لكن نتنياهو أصر على أن الضغط العسكري على حماس وحده هو الذي سيضمن إطلاق سراح حوالي 130 إسرائيليا ما زالوا محتجزين لدى الحركة الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك جثث بعض الذين يعتقد أنهم ماتوا.
وقال: إنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن – الذي عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين يوم الأربعاء كجزء من زيارة لعدة دول في الشرق الأوسط – أنه بعد الإطاحة بحماس، "سنتأكد من أن غزة منزوعة السلاح إلى الأبد".
مساع دبلوماسية
وبحسب الصحيفة، فإن زيارة بلينكن، التي التقى خلالها أيضًا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، تعد جزءًا من حملة دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر تهدف إلى تحرير الرهائن وإنهاء الحرب في نهاية المطاف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بعد المؤتمر الصحفي لنتنياهو: إنه على الرغم من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي لاقتراح حماس، إلا أنه لا يزال يعتقد أن هناك مجالًا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وجاء اقتراح حماس ردًا على اتفاق إطاري تم التوصل إليه في باريس قبل عشرة أيام من قبل مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، والذي كان يهدف إلى تسهيل إطلاق سراح الرهائن ووقف الأعمال العدائية لمدة ستة أسابيع.
واقترحت حماس بدلا من ذلك وقفًا للقتال لمدة 135 يومًا وإطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل، وهو ما قالت إنه سيؤدي إلى "تهدئة كاملة ومستدامة".
وبعد حديث نتنياهو، قال أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، في مؤتمر صحفي في بيروت: إن "تعليقات نتنياهو بشأن اقتراح وقف إطلاق النار تظهر الآن أنه ينوي مواصلة الصراع في المنطقة".
وأفادت الصحيفة، بأن الجدل بشأن صفقة الرهائن مع حماس أصبح يهيمن على السياسة الإسرائيلية، حيث يطالب أقارب الأسرى حكومة نتنياهو اليمينية "بدفع أي ثمن" مقابل عودة أحبائهم.
وقال غادي آيزنكوت، عضو حكومة نتنياهو الحربية المؤلفة من خمسة أشخاص، الشهر الماضي: إن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون الهدف الرئيسي للحرب، فوق تدمير حماس.
لكن حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، بما في ذلك وزير الأمن القومي المثير للجدل إيتامار بن جفير، هددوا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم المكون من خمسة أحزاب إذا تم الاتفاق على صفقة "متهوره".